أسئلة يتكرر طرحها حول تلوث الهواء

جميع الأسئلة التي طرحتموها بشأن التلوث أجاب عليها العلماء في مكانٍ واحد

  1. لماذا يعد تلوث الهواء قضية ذات أولوية؟

تلوث الهواء يحاصرنا من كل حدب وصوب. ويعيش معظم سكان العالم في مناطق ذات مستويات مرتفعة من التلوث.      ويضر هذا التلوث بصحة الإنسان ورفاهه، ويقلل نوعية الحياة، وقد يؤثر سلبياً في الاقتصاد. كما توقِع تلك التأثيرات آثاراً لاتناسبية على البشر والتجمعات البشرية الأشد عرضة للخطر.

كما يعد تلوث الهواء الخطر البيئي الأضخم على الصحة العامة بشتى أنحاء العالم؛ إذ يتعرض البشر لتلوث الهواء في كل مكان؛ أي في أماكن العمل، وأثناء التنقل والسفر، بل وفي منازلهم. ويتسبب التعرض للجسيمات الدقيقة الملوثة للهواء بالمنازل وخارجها في ما يناهز 7 ملايين وفاة مبكرة كل عام وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية، وهذا التعرض نفسه مسؤول عن كم هائل من الإعاقة للأحياء المصابين بأمراض مصدرُها تلوث الهواء.

ومع ذلك، فإن تلوث الهواء مشكلة قابلة للحل؛ حتى إن الأمم الأكثر ثراءً قد ارتقت أيما ارتقاء بنوعية الهواء لديها خلال العقود القليلة الماضية. بيد أن تلوث الهواء يؤثر حالياً تأثيراً غير منصف في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

كما أن اعتماد الكثير من البلدان النامية على الخشب وغيره من أنواع الوقود الصلب -مثل استخدام الفحم الخام للطهي والتدفئة- واقتران ذلك باستخدام الكيروسين للإضاءة إنما هي من عوامل زيادة تلوث الهواء داخل المنازل، ما يضر بصحة المعرضين لها.  ويُقدّر عدد المعتمدين على أنواع الوقود تلك بأكثر من 2.7 مليار نسمة حول العالم.   أما جُل آثار تلوث الهواء فمستشعرة في أجزاء من آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء حيث يشيع حرق الكتلة الحيوية لطهي الطعام.

وإذا كانت الآثار الواقعة على صحة الإنسان هي الأشد إلحاحاً، فإن تلوث الهواء يؤثر أيضاً تأثيراً كبيراً في العديد من النظم الإيكولوجية على اختلاف أنواعها، فضلاً عن تسببه في تقليل نواتج المحاصيل والمساس بصحة الغابات. كذلك يؤدي تلوث الهواء إلى تقليل مجال الرؤية الجوية ويزيد من تآكل المواد والمباني والآثار ومواقع التراث الثقافي، بل ويسبب تحمُّض النظم الإيكولوجية الحساسة في البحيرات.

لو لم يكن من داعٍ للحد من تلك الآثار إلا عبؤها الصحي والاقتصادي لكفى به من داعٍ، لكن تلوث الهواء له تكاليف اقتصادية مهولة تمس صحة الإنسان وخسارة الإنتاجية وإضعاف حصاد المحاصيل والحد من القدرة التنافسية للمدن ذات الحضور العالمي.  فمثلاً: تُقدّر التكلفة العالمية للأضرار الصحية في 2016 وحدها جرّاء تلوث الهواء خارج المنازل بنحو 5.7 تريليون دولار أمريكي، أي ما يعادل 4.8 في المائة من إجمالي الناتج المحلي العالمي في ذلك العام.

وثمة ارتباط قوي بين تلوث الهواء وتغير المناخ، فالكثير من غازات الاحتباس الحراري وملوثات الهواء آتية من مصادر واحدة. والكثير من ملوثات الهواء تضر بصحة الإنسان وبالمؤثرات المناخية القوية، وهو ما يمس سبل عيش البشر في الحاضر ويُضعف مقومات الأمان لمستقبلهم على مرّ أجيال قادمة. وهناك تدابير منسقة رامية إلى تقليل تلوث الهواء وغازات الاحتباس الحراري، ومنها الموجّه إلى التصدي  لملوثات الهواء القصيرة العمر، وهي تدابير يُرجى لها أن تحقق فوائد ضخمة للغاية بالنسبة لصحة الإنسان وللبيئة.

إن أوجه الارتباط القائمة بين تلوث الهواء والتنمية والاقتصاد والبيئة تعني ارتباطاً وثيقاً بين الحد من تلوث الهواء وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، فضلاً عن التأثير المباشر في تحقيق  الهدف الثالث منها: الصحة الجيدة والرفاه،  والهدف السابع: طاقة نظيفة وبأسعار معقولة،  والهدف 11 مدن ومجتمعات محلية مستدامة،  والهدف 13: تغير المناخ. يؤثر تأثيراً مباشراً في الكثير من أهداف التنمية المستدامة.

لقد كان لتلوث الهواء دور في جائحة «كوفيد-19» الراهنة؛ ذلك بأن الدراسات التي أجريت خلال الأشهر الأولى لتفشي الجائحة أظهرت أوجه ارتباط مباشرة بين مستويات تلوث الهواء وزيادة قابلية التأثر بالمرض والوفاة به. كما قررت الدراسات أن انتشار «كوفيد-19» ربما يتعزز بالجسيمات المسببة لتلوث الهواء. وإذا كانت تلك الدراسات يعوزها المزيد من الاستقصاء إلا أنها تعد داعياً آخر للتحرك بشأن قضية تلوث الهواء.

واستناداً إلى الخبرات السابقة والحالية، فإننا نعلم أن تلوث الهواء مشكلة يمكن منعها؛ فمن واقع الأمثلة نعلم أن الحد من تلوث الهواء يؤدي إلى فوائد إضافية منها تعزيز صحة الإنسان وقدرته الإنتاجية، وتعزيز صحة البيئة الطبيعية، وتخفيف حدة الفقر، وزيادة الرخاء المشترك.

طالع ما يلي لمزيد من المعلومات:

  1. حقائق مهمة بشأن تلوث الهواء الخارجي والملوثات الرئيسة (منظمة الصحة العالمية)
  2. ملوثات المناخ القصيرة العمر وتأثيرها في الصحة والمناخ والزراعة (التحالف من أجل المناخ ونظافة الهواء)
  3. آثار تلوث الهواء (منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي)
  4. الطاقة وتلوث الهواء
  5. فيديو: عمليات تلوث الهواء وتأثيراته (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية)

2. ما هو تلوث الهواء؟

يحدث تلوث الهواء بسبب الغازات والجزيئات المنبعثة في الجو جرّاء مجموعة متنوعة من الأنشطة البشرية، مثل الحرق عديم الكفاءة لأنواع الوقود، والعمليات الزراعية والرعوية عديمة الكفاءة. ومن المصادر الطبيعية ما يُساهم في تلوث الهواء أيضاً، ومن ذلك جزيئات غبار التربة وملح رذاذ مياه البحر.

ويمكن لملوثات الهواء أن تنبعث من مصدرها مباشرة (أي: الملوثات الأولية)، أو يمكن أن تتشكل من تفاعلات كيميائية في الجو (أي: الملوثات الثانوية). عندما تبلغ تركيزات تلك المواد مستويات خطيرة في الجو فإنها تضر بالإنسان والحيوان والنبات وبالنظم الإيكولوجية، وتقلل من مجال الرؤية، وتسبب تآكل المواد والأبنية ومواقع التراث الثقافي.

أما الملوثات الرئيسة التي تضر بحصة الإنسان فهي الجسيمات الدقيقة والأوزون السطحي3 وثاني أكسيد النتروجين2. وتُعرف الجسيمات الدقيقة التي تضر بصحة الإنسان بالاختصار (PM2.5) (أي: الجزيئات ذات القُطر الأقل من 2.5 ميكرومتر)، وهي جسيمات قادرة على التغلغل في الرئتين وولوج مجرى الدم، فتؤثر بذلك في أعضاء الجسم ووظائفه الأخرى. ولتلك الجسيمات المقدرة على الانبعاث أو التشكل في الجو مباشرة من ملوثات عديدة أخرى مختلفة (مثل: الأمونيا (NH3) والمركبات العضوية المتطايرة (VOCs).

يعد غاز الأوزون (O₃) من الملوثات الثانية المهمة نظراً لقدرته الشديدة على تهييج الرئتين وتعويق نمو النبات، فضلاً عن كونه من غازات الاحتباس الحراري القوية. يتشكل غاز O₃ في الجو بالقرب من سطح الأرض عندما تتفاعل ملوثات سالفة معنية في وجود ضوء الشمس. يعد الميثان (CH₄) من غازات الاحتباس الحراري القوية، وهو مسؤول عن جانب مهم من تشكّل غاز الأوزون. غير أن هذا الأوزون السطحي (أوزون التربوسفير) مختلف عن الأوزون الكائن في طبقات الجو العليا (الاستراتوسفير) الذي يحمينا من الأشعة فوق البنفسجية الشمسية.

أكاسيد النتروجين (NOx) عبارة عن مجموعة من المركبات الكيميائية الملوثة للهواء، وتتشكل من ثاني أكسيد النتروجين (NO2) وأحادي أكسيد النتروجين (NO). ويعد ثاني أكسيد النتروجين (NO2) أشد تلك المركبات إضراراً، علماً بأنه يتولد من أنشطة بشرية، ويؤثر في صحة الإنسان ويقلل من مجال الرؤية، فضلاً عن دوره المهم في تغير المناخ حال بلوغه تركيزات مرتفعة. وأخيراً، يعد هذا الغاز مكوناً سالفاً لتشكيل غاز الأوزون (O₃).

طالع ما يلي لمزيد من المعلومات:

        1. استعراض لتلوث الهواء وتأثيراته (منظمة الصحة العالمية)
  1. ملوثات المناخ القصيرة العمر وتأثيرها في الصحة والمناخ والزراعة (التحالف من أجل المناخ ونظافة الهواء)
  2. لمحة عامة عن ثاني أكسيد النتروجين (NO2) (وكالة حماية البيئة بالولايات المتحدة)
  3. ما هو التلوث بالجسيمات الدقيقة (وكالة حماية البيئة بالولايات المتحدة)

 

  1. هل تلوث الهواء مشكلة جديدة؟

لطالما ارتبط تلوث الهواء بالبشر لآلاف السنين، بدءاً باستخدام النار للطهي وطلباً للدفء. ثم أصبح الارتفاع الكبير في مستويات تلوث الهواء الخارجي مشكلةً أبّان الثورة الصناعية نظراً لاستخدام الفحم على نطاق هائل أفضى إلى أطوار عديدة من تلوث الهواء شديدة الخطورة في المدن.

ومن الأمثلة الجلية في ذلك واقعة ضباب لندن في 1952، إذ تسبب في ارتفاع حاد في الوفيات خلال أسبوع واحد. ثم حدث التلوث المعزو لإشعال النار بالفحم في المنازل، واستخدام الفحم لتوليد الكهرباء، واستخدام أنواع الوقود غير النظيفة في وسائل النقل، والتلوث الصناعي من جانب، وظاهرة جوية حبست التلوث في سماء لندن من جانب آخر، ما أدى إلى نحو 12 ألف وفاة زائدة عن المعدلات الطبيعية خلال أيام قلائل. وأسفر ذلك عن احتجاج عامٍ قوي، فصدر على إثره قانون الهواء النظيف بالمملكة المتحدة (1956). ومن الحوادث القاتلة الأخرى التي سببها تلوث الهواء واقعة دونورا بالولايات المتحدة الأمريكية (1948)، وواقعة وادي ميوزي، بلجيكا (1930)، وقد أدت إلى اتخاذ إجراءات مماثلة للتعامل مع تلوث الهواء في بلدان أخرى.

أدى الاستمرار في الاعتماد على أنواع الوقود الأحفوري طوال القرن العشرين إلى زيادة في تلوث الهواء مع اتجاه البلدان إلى التصنيع. بل إن ذلك الاعتماد أدى بالبلدان التي أخذت بالتصنيع الشامل حديثاً -مثل الصين والهند- إلى أحداث عاتية بسبب تلوث الهواء؛ فكانت على غرار ما حدث في الماضي بالولايات المتحدة وأوروبا. بيد أن الأشكال الجديدة من الطاقة النظيفة والمتجددة وإقرار تشريعات تضمن نوعية الهواء وعمليات إدارية ناظمة لها تسهم حالياً في تقليل الاعتماد على بعض أنواع الوقود وممارسات التوليد الملوثة للهواء. هنا نجد أن بيجين -التي كانت ذات يوم مثالاً بالغ السوء بسبب مشكلة تلوث الهواء فيها- قد سارعت خلال العقدين الماضيين إلى اتخاذ خطوات قوية لتقليل معدلات تلوث الهواء؛ فتحسنت معدلات جودته كثيراً إثر ذلك.

طالع ما يلي لمزيد من المعلومات:

        1. استعراض لتلوث الهواء وتأثيراته (منظمة الصحة العالمية)
        2. تاريخ تلوث الهواء (وكالة حماية البيئة بالولايات المتحدة)
        3. تقرير:  "استعراض جهود السيطرة على تلوث الهواء على مدار عقدين في بيجين" (برنامج الأمم المتحدة للبيئة)
  1. من أين يأتي تلوث الهواء؟

يأتي تلوث الهواء من مجموعة كبيرة ومتنوعة من المصادر، منها ما هو طبيعي ومنها ما هو من صنع الإنسان (بشري المنشأ). ومن مصادر التلوث الطبيعية الثوران البركاني، ورذاذ البحر، وغبار التربة، وحرائق النبات الطبيعية، والبرق. أما أشهر مصادر التلوث البشرية فمنها توليد الطاقة والنقل والصناعة والتدفئة المنزلية والطهي والزراعة واستخدام المذيبات وإنتاج النفط والغاز وحرق النفايات والبناء. ومن المصادر ما يحدث بصورة طبيعية لكن الأنشطة البشرية تزيد من حدته؛ مثل حرائق الغابات والسافانا، وغبار المعادن الذي يذريه الهواء.

غير أن الأنشطة البشرية تستأثر بالجانب الأكبر من أسباب التلوث التي يتعرض لها معظم سكان العالم.

تختلف الملوثات باختلاف مصادرها؛ ففي المدن يأتي تلوث الهواء من داخل حدود المدينة ومن خارجها، حتى إن بعض ذلك التلوث يجتاز مسافات طويلة. ومن أهم مصادر التلوث الحضرية عوادم المركبات وحرق الغاز والفحم والفحم النباتي والخشب بغرض الطهي والتدفئة، فضلاً عن المصادر الصناعية التي ما زالت موجودة في المدن. صحيح أن معظم مصادر التلوث الصناعية الكبرى -مثل مصانع الإسمنت والصلب ومحطات توليد الطاقة- تقع بعيداً عن المدن؛ لكنها ما زالت تسهم بجزء ضخم في تركيزات الملوثات الحضرية نظراً لأن الهواء يحملها لمسافات طويلة. كما أن الانبعاثات الناجمة من صناعة النفط والغاز والقطاع البحري قادرة على اجتياز مسافات طويلة للغاية أيضاً؛

أما المصادر الزراعية -التي من بينها الحرق بغرض تطهير الأرض وحرائق الغابات- فتسهم إسهاماً كبيراً في مستويات تلوث الهواء في الريف والحضر. وبمقدور الغبار الذي يذريه الهواء في الأماكن شديدة الجفاف بالقرب من الصحراء والأراضي المعرضة للتعرية أن يشكل نسبة كبيرة من الجسيمات الدقيقة (PM2.5). وتنبعث معظم الأمونيا من الأنشطة الزراعية ومن معالجة المخلفات البشرية.

تأتي أهم مصادر تلوث الهواء في المناطق الريفية وشبه الحضرية في البلدان منخفضة الدخل من حرق الكتلة الحيوية بالمنازل وغيرها من أنواع الوقود الصلب (مثل الفحم) أو الكيروسين من أجل الطهي والتدفئة والإضاءة. كما يُساهم تلوث الهواء المنزلي في تلوث الهواء الخارجي.

طالع ما يلي لمزيد من المعلومات:

  1. تلوث الهواء المحيط (الخارجي) (منظمة الصحة العالمية)
  2. تلوث الهواء الداخلي (منظمة الصحة العالمية)
  3. حقائق مهمة بشأن تلوث الهواء الخارجي والملوثات الرئيسة (منظمة الصحة العالمية)
  4. مصادر تلوث الهواء في أوروبا (الوكالة الأوروبية للبيئة)
  5. التقديرات القُطرية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بشأن التعرض لتلوث الهواء وأثره الصحي

 

  1. هل تلوث الهواء مشكلة محلية بالأساس أم قد تسافر لمسافات طويلة؟

يؤثر تلوث الهواء تأثيراً كبيراً في الأماكن القريبة من مصدره، لكن قدرة تلوث الهواء على اجتياز مسافات طويلة في الجو يعني أن التلوث الناشئ في مكان معين قد يؤثر في أماكن أخرى بعيدة تماماً. فمثلاً؛ يمكن للملوثات المتشكلة على هيئة جسيمات دقيقة (PM2.5) وغاز الأوزون (O3) أن تجتاز مئات وربما آلاف الكيلومترات، لتسبب بذلك تأثيرات إقليمية وقارية. ويؤدي ذلك التلوث الهوائي العابر للحدود إلى تحديات على مستوى التشريعات وإنفاذها لأن البلدان أو المناطق المختلفة لا تحوز ضوابط تشريعية تُذكَر على تلوث الهواء القادم من خارج حدودها (انظر أيضاً السؤال 14).

وعلى الرغم من إسهام ملوثات الهواء ذات المسافات البعيدة في تلوث الهواء المحلي، إلا أن مصادره القريبة تظل عاملاً بالغ الأهمية في تحديد نوعية الهواء المحلي. تحظى ملوثات مثل ثاني أكسيد النتروجين (NO2) وثاني أكسيد الكبريت (SO2) بمستويات تركيز هي الأعلى بالقرب من مصادرها (النقل، وإنتاج الطاقة، والصناعة). وقد تصاب المناطق الأقرب لمصادر التلوث داخل المدينة بتركيزات عالية من الملوثات، في ما تكون أجزاء المدينة الأخرى أفضل حالاً بكثير.

وتؤثر ظروف الطقس -مثل الرياح- في انتشار الملوثات، وقد تتباين في ذلك تبايناً كبيراً؛ ذلك بأن الرياح القوية تتيح نقل الملوثات لمسافات بعيدة، في ما يؤدي سكون الرياح إلى تراكم الملوثات. لذلك تمر المدن الكبرى في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية -ذات نشاط الرياح الخفيف للغاية المقترن بساعات طويلة من شروق الشمس- بموجات تلوث خطيرة. كما أن الجبال المحيطة بالمدن والنسمات البرية البحرية وغيرها من الأحوال الجوية المحلية قادرة على التأثير في انتشار الملوثات وفي تشكيل الملوثات الثانوية.

طالع ما يلي لمزيد من المعلومات:

  1. اتفاقية التلوث الجوي البعيد المدى عبر الحدود (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا)
  2. الجوانب الصحية للتلوث الجوي البعيد المدى عبر الحدود (منظمة الصحة العالمية)
  3. فيديو: عمليات تلوث الهواء وتأثيراته (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية)

6- ما هو أثر تلوث الهواء في صحة الإنسان؟

يتمثّل ملوث الهواء الأخطر على صحة الإنسان في الجسيمات الدقيقة؛ إذ يبلغ قطره 2.5 ميكرومتر أو أقل؛ ويشار إليها بالاختصار (PM2.5). وتلك الجسيمات الدقيقة عصية على الرؤية بالعين المجرد، فهي أصغر بنحو 40 ضعفاً من عرض شعرة الإنسان. لذا فهي قادرة على إلحاق ضرر بالغ بأجسامنا؛ فصغر حجمها يتيح لها اختراق الرئتين فتسبب التهاباً في أنسجة حساسة بهما، وقد تنتقل تلك الملوثات إلى مجرى الدم فتؤثر في أعضاء أخرى مثل القلب والمخ. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن التعرض للجسيمات الدقيقة يتسبب في 7 ملايين وفاة مبكرة كل عام. 

يؤدي تلوث الهواء أيضاً إلى مرض حاد ومرض مزمن؛ وهناك أدلة قوية على الارتباط بين التعرض لمدة طويلة إلى تلوث الهواء وازدياد احتمالات الإصابة بمرض القلب الإفقاري، والسكتة الدماغية، ومرض انسداد الشعب الهوائية المزمن، وأنواع سرطان الرئة والمناطق العليا من الجهاز التنفسي والهضمي، ومشكلات الحمل والولادة (مثل: انخفاض معدلات المواليد، والولادة المبكرة، وانخفاض وزن المولود (لما دون خمسة أرطال)، وداء السكري، وإعتام عدسة العين). صنفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية "تلوثَ الهواء" أو التلوث الجوي على أنه عامل مُسرْطِن.

وتشمل الآثار الصحية المباشرة جراء التعرض لتلوث الهواء: تهيج العينين والانف والحلق، وضيق التنفس، والسعال، واحتداد الأعراض المرضية الموجودة قبل التعرض – مثل نوبات الربو، وآلام الصدر. كما أن عوامل السن والأمراض السابقة على التعرض للتلوث وغير ذلك من عوامل الخطر المرضي والحساسية تجاه الملوث من شأنها جميعاً التأثير في كيفية تعامل جسم الإنسان مع الملوِث.

وقد تحمل الغازات الملوثة للهواء قدراً هائلاً من الخطورة؛ فأول أكسيد الكربون (CO) يقيد انتقال الأكسجين إلى الأنسجة، وقد يكون قاتلاً إذا كان بتركيزات عالية للغاية. أما غاز ثاني أكسيد الكبريت (SO2) فهو شديد التهييج للرئتين ويؤثر في صحة المصابين بأمراض تنفسية سابقة (مثل الربو وانسداد الشعب الهوائية المزمن)، لا سيما لدى من يقطنون بالقرب من مصادر انبعاث هذا الغاز. وأما أكاسيد النتروجين فمرتبطة بمجموعة متنوعة من التأثيرات التي تتراوح بين تهيج الجهاز التنفسي والإصابة بالربو وازدياد معدلات الوفاة. ويؤدي التعرض لغاز الأوزون (O3) إلى أمراض تنفسية، فضلاً عن إفضاء هذا الغاز إلى 472,000 وفاة مبكرة في 2017 وفق معطيات العبء العالمي للمرض (معهد القياس والتقييم الصحي).

طالع ما يلي لمزيد من المعلومات:

1- تقرير:  الآثار الصحية لتلوث الهواء (معهد التأثيرات الصحية

2- الآثار الصحية للهواء المحيط (منظمة الصحة العالمية)

3- مقدمة إلى تلوث الهواء المحيط (الخارجي) (منظمة الصحة العالمية)

4- تقرير:  تلوث الهواء والسرطان (منظمة الصحة العالمية)

  1. هل من مستويات آمنة متفق عليها لتلوث الهواء للمحافظة على الصحة: داخل المنازل وخارجها؟

يشعر كل الأفراد بمستويات مختلفة من الآثار الصحية المترتبة على تلوث الهواء، إذ تختلف تلك المستويات باختلاف السكن في مدينة كبيرة أو في مناطق ريفية؛ إلا أنه لم يقدم دليل على تحديد مستوى آمن تماماً من تلوث الهواء، لا سيما الجسيمات الدقيقة. ومع ذلك، وسعياً إلى إرشاد البلدان في سبيل تحقيق مستوى أفضل من نظافة الهواء حرصاً على الصحة، فقد أقرت منظمة الصحة العالمية قيماً إرشادية معيارية لكل ملوثات الهواء الرئيسة قد يؤدي تجاوزها إلى آثار سلبية على صحة البشر. فمثلاً: تقدر منظمة الصحة العالمية أن تقليل المتوسط السنوي من تركيزات الجسيمات الدقيقة (PM2.5) من مستويات 35 ميكروغرام في المتر المكعب (μg/m3) (وهذا معيار إرشادي مرحلي لنوعية الهواء يشيع استخدامه في الكثير من مدن البلدان النامية) نزولاً إلى المستوى الإرشادي المقرر من منظمة الصحة العالمية البالغ 10 ميكروغرام في المتر المكعب من شأنه تقليل الوفيات المرتبطة بتلوث الهواء بنسبة تناهز 15%.

ولا يعني هذا انتفاء أية آثار صحية حال وجود مستويات تقل عن المعيارين الإرشاديين المذكورين آنفاً، بل غاية ما هنالك أنهما يقرران مستهدفات صحية يحْسُن الأخذ بها لرصد عبء المرض الناجم عن تلوث الهواء، ويترتب على اتخاذ قرارات عليمة بشأن المستهدفات والمعايير على الصعيد الوطني، ورصد فاعليَّة جهود إدارة نوعية الهواء الرامية إلى الارتقاء بالصحة.

ومن ثم، أقرت بلدان كثيرة معايير وطنية لنوعية الهواء؛ علماً بأن تلك المعايير قد تختلف من بلد لآخر، وقد تتجاوز القيمة الإرشادية المقررة من منظمة الصحة العالمية أو تقل عنها. ومن المشكلات المرتبطة بالسياسات تحديد الفئات الأكثر عرضة للخطر ممن ينبغي إقرار المعايير لحمايتها، فضلاً عن تحديد المستوى المقبول من الخطر. غير أن كثيراً من البلدان عاكف على تحقيق معايير نوعية الهواء وأهدافه المرحلية التي أقرتها منظمة الصحة العالمية.

وفي السياق ذاته، أقرت "اتفاقية التلوث الجوي البعيد المدى عبر الحدود" (الصادرة عن (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا)) حدوداً للمستويات (الخطرة) من غاز الأوزون (O3) باعتبار أن تجاوزها قد يؤدي إلى الإضرار بالمحاصيل وغيرها من النباتات.

طالع ما يلي لمزيد من المعلومات:

1- المبادئ التوجيهية بشأن نوعية الهواء الصادر عن منظمة الصحة العالمية (منظمة الصحة العالمية)

2- تقرير: تقرير حالة الهواء العالمي 2019 (معهد القياس والتقييم الصحي)

3-  بروتوكول الحد من التحمض وإتخام المياه بالمغذيات والأوزون الأرضي (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا)

5- التأثير القاتل للجزيئات المنقولة بالهواء

6- مركز تنسيق الآثار (الاتفاقية المتعلقة بتلوث الهواء بعيد المدى عبر الحدود)

  1. ما أثر تلوث الهواء في الطعام والمحاصيل والغابات والتنوع الأحيائي؟

غاز الأوزون (O3) هو ملوث الهواء الأشد تأثيراً في نمو النبات؛ إذ يقلل من حصاد المحاصيل وصحة الغابات والتنوع الأحيائي عموماً. وتختلف درجة حساسية الأنواع النباتية تجاه هذا الغاز، فالأشد حساسية له منها تنقص ميزتها التنافسية في النظم الإيكولوجية، أما الأقدر على مقاومته منها فتصبح مهيمنة بشكل أكبر. وبعض المحاصيل شديد الحساسية تجاه غاز الأوزون، خصوصاً الفول؛ ويدلل على ذلك انخفاض حصاد فول الصويا -مثلاً- بنسبة 15% أو أكثر. يوجد أثر غير مباشر يمس المناخ أيضاً، فضعف نمو أشجار الغابات بسبب التلوث بغاز الأوزون يقلل من قدرة الغابات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون ومن قدرتها على المساعدة في ترويض تغير المناخ.

أما الملوثات الأخرى -مثل الكبريت والنتروجين- فهي قادرة أيضاً على الإضرار بالغابات والنظم الإيكولوجية للبحيرات من خلال تحميض التربة والمياه السطحية، وهو ما يؤثر في نمو الغابات ويقتل الأسماك والكائنات الأخرى. ويضاف لما سلف أن ترسب النتروجين يتسبب في إتخام (أي التسميد المفرط) النظم الإيكولوجية منخفضة المغذيات، مثل الأرض البور، وهو ما يتسبب في تحولات ضخمة في التنوع الأحيائي.

طالع ما يلي لمزيد من المعلومات:

        1. تلوث الهواء والنظم الإيكولوجية والتنوع الأحيائي (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا)
        2. تقرير:  تقييم تأثيرات تلوث الهواء في خدمات النظم الإيكولوجية – توصياتٌ لرأب الفجوات والبحوث (وزارة البيئة والأغذية والشؤون الريفية في المملكة المتحدة)
        3. مقالة: التأثيرات البيئية والصحية لتلوث الهواء: استعراض عام (مانيساليديس آي، وآخرون 2020)
        4. آثار تلوث الهواء في المحاصيل الزراعية (وزارة الزراعة والأغذية والشؤون الريفية في أونتاريو)

 

  1. هل يتسبب تلوث الهواء في تدهور بيئي آخر؟

تتسبب بعض ملوثات الهواء في "المطر الحمضي"، وهي مشكلة قوبلت بتركيز خاص في أوروبا وأمريكا الشمالية خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي. من المعلوم أن ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النتروجين تتفاعل مع الماء في الجو، فتنتج حمض الكبريت وحمض النيتريت اللذين يرتدان إلى الأرض على هيئة "مطر حمضي".

يؤثر المطر الحمضي في البيئة كونه يتلف أوراق النبات فيقلل من إنتاجية النبات، فضلاً عن قدرته على حرمان التربة من المغذيات التي يحتاج إليها النبات كي يستمر. كما أن تحمض الأرض ومياه الأنهار كفيلان بقتل الأسماك والحشرات والتأثير في الأنواع الأخرى المعتمدة عليها في غذائها. ومن المعلوم أيضاً أن المطر الحمضي يضر بالمباني وبالآثار.

وقد قل المطر الحمضي في أوروبا وأمريكا الشمالية كثيراً بسبب فرض ضوابط أشد صرامة على انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النتروجين، ومنها قانون  الهواء النظيف بالولايات المتحدة الأمريكية لعام 1970، و اتفاقية نوعية الهواء بين كندا والولايات المتحدة لسنة 1991، بالإضافة إلى التدابير المماثلة في أوروبا. وفي حين قل المطر الحمضي في أوروبا وأمريكا الشمالية، إلا أنه ظل مبعث قلق في آسيا.

قد تتسبب الرذاذات الجوية والمؤكسدات الكيميائية الضوئية (مثل الأوزون) في تشكيل السديم وتقليل مجال الرؤية، فيتسبب ذلك بدوره في اكتناف المدن بالضباب الدخاني الكثيف. غير أن تراجع التركيزات في أمريكا الشمالية وأوروبا قد قلل من ذلك الضباب الدخاني كثيراً، لكنه ما زال منتشراً بشدة في أنحاء أخرى من العالم، لا سيما في آسيا. وقد اتضح الرابط القوي بين القدرة على الرؤية والتلوث عندما تمكن أناس في شمالي الهند من إبصار جبال الهيمالايا لأول مرة في جيل كامل عندما انخفضت مستويات التلوث بفعل قرارات الإغلاق وقلة الانبعاثات إثر أزمة «كوفيد-19».

طالع ما يلي لمزيد من المعلومات:

        1. ما هو المطر الحمضي؟ (الوكالة الأمريكية لحماية البيئة)
        2. معلومات أساسية عن وضوح الرؤية (الوكالة الأمريكية لحماية البيئة)
        3. المطر الحمضي والماء (مؤسسة الولايات المتحدة للمسح الجيولوجي)

 

  1. كيف أعرف مستوى مشكلة التلوث في بلدي/مجتمعي؟

نفذت مدن كثيرة شبكات رصد تتولى قياس مستوى ملوثات الهواء بصفة مستمرة في إطار نظم إدارة نوعية الهواء التي أنشأتها تلك المدن. وكثير من تلك الشبكات ترسل بيانات منتظمة تشكل قوام "مؤشر نوعية الهواء"، وهي بيانات سهلة التفسير، وغالباً ما تكون ذات رموز لونية، للتحذير من مستويات تلوث الهواء الخطرة. وتتاح بيانات تلك الشبكات عبر المواقع الإلكترونية والصحف والتطبيقات الإلكترونية. وتتولى البلدان تحديد مؤشراتها حسب معاييرها المرعية لنوعية الهواء. ولذلك لا مجال لمقارنة تلك المؤشرات بين البلدان، بل مخصصة لأغراض الاستعلامات العامة. 

هنا نجد أن رصد نوعية الهواء ليس متاحاً على قدم المساواة عالمياً وإقليمياً؛ ومردّ ذلك إلى أن أدوات الرصد عالية الجودة باهظة التكلفة، وكذلك هي تكلفة تدريب أشخاص على إدارة شبكات الرصد وصون أعمالها. والتناقضات قائمة حتى في الأماكن ذات أدوات الرصد المتسمة بالكفاءة؛ فمثلاً: يوجد في بعض أنحاء أوروبا  شبكات رصد مكثفة للغاية، في ما تقل كثافة الشبكات المناظرة في أنحاء أخرى من القارة. ولا يوجد رصد رسمي من الأصل لتلوث الهواء في كثير من البلدان النامية بأنحاء العالم.

لكن الاستثمار في رصد نوعية الهواء أمر بالغ الأهمية؛ فكلما اتسعت الشبكات زادت المعلومات المتوفرة عن المدينة أو المنطقة أو البلد بأسره؛ حتى إن تلك المعلومات تكون أغلى من أن تقيّم من حيث مساعدة الناس على فهم مستويات تلوث الهواء في مناطق سكنهم، وعلى المساعدة في اتخاذ ما يلزم لتخفيف مستوى تعرضهم للتلوث. ومن المهم أيضاً بالنسبة للحكومات أن تتمكن من اتخاذ قرارات تخطيط على الأمدين القصير والبعيد لتقليل تلوث الهواء.

وتتولى الشركات الخاصة في أماكن كثيرة إنشاء أدوات رصد منخفضة التكلفة لنوعية الهواء بما يتيح للأشخاص العاديين تركيبها في منازلهم. ويؤدي ذلك إلى بناء شبكات من "المواطنين العلماء" الذين يرسلون بيانات عن نوعية الهواء، فضلاً عن بناء قواعد بيانات عن نوعية الهواء على شبكة الإنترنت.

كذلك يتولى عدد من المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والشركات الخاصة جمعَ بيانات عن نوعية الهواء وإرسالها في تقارير مستندة في الغالب إلى الجمع بين مخرجات الرصد وبيانات الأقمار الاصطناعية. ويمكن اعتبار تلك الجهود مصادر مفيدة في فهم مشكلة تلوث الهواء في المدينة أو البلد بأسره حال عدم توفر معلومات محلية في هذا الشأن.

طالع ما يلي لمزيد من المعلومات:

        1. قاعدة بيانات منظمة الصحة العالمية لتلوث الهواء المحيط بالمناطق الحضرية في العالم (منظمة الصحة العالمية)
        2. بريذلايف – حملة عالمية لهواء نظيف
        3. العبء العالمي للمرض (معهد القياس والتقييم الصحي)
        4. معلومات عن نوعية الهواء (هيئة رصد الغلاف الجوي)
        5. الموقع الإلكتروني لحالة الهواء العالمي
        6. الموقع الإلكتروني "بريذ لندن" (حملة بريذلايف)
        7. تلوث الهواء في بيجين: المؤشر الآني لنوعية الهواء

 

  1. هل حُلّت مشكلة تلوث الهواء في أي مكان؟

لم تُحل مشكلة تلوث الهواء في أية منطقة، غير أن معدلات الانبعاثات وتركيزات ملوثات الهواء قد شهدت تراجعات كبيرة في الكثير من البلدان الأوروبية وفي الولايات المتحدة وكندا واليابان؛ إذ توفرت لتلك البلدان سياسات وتشريعات ونظم رصد دائمة قوية وُضعت موضع التنفيذ.

ومن أشهر الأمثلة على ذلك لندن التي كانت ذات يوم صاحبة بعض من أسوأ مستويات التلوث؛ وسبقت بذلك المدن الأخرى، إذ بلغت ذروة التلوث في العام 1900. لكن نوعية الهواء في المملكة المتحدة تحسنت تحسناً ملحوظاً منذ ذلك الحين؛ فانخفضت مستويات الجسيمات الملوثة للهواء بأكثر من 97% بين 1900 و2016. أما المدن والمناطق الأخرى فشهدت هي الأخرى تراجعات مهمة في تلك المستويات بفضل سياسات مماثلة. لكن هذا لا يعني أن مشكلة تلوث الهواء قد حُلت؛ إذ ما تزال معدلات الجسيمات الدقيقة (PM2.5) في لندن أعلى من معيار نوعية الهواء الذي أقرته منظمة الصحة العالمية.

تعد مدينة مكسيكو سيتي مثالاً آخر على كيفية نجاح المدن في تقليل معدلات تلوث الهواء فيها بشكل كبير؛ فقد عانت المدينة من مشكلة تلوث بالغة الخطورة بغاز الأوزون (O₃) في ثمانينيات القرن الماضي. غير أن تلك المستويات انخفضت من ذروتها في 1989 بمقدار الثلثين تقريباً في 2015 – فهي وإن كانت ما تزال مرتفعة بالقدر المسبب لمضاعفات صحية، إلا أنها تراجعت تراجعاً كبيراً.

ومن ثم، تشير تلك التراجعات إلى أن تلوث الهواء مشكلة نعرف كيفية حلها، وأنه لا بد من الاستعانة بسياسات وتكنولوجيات مناسبة لتعزيز مستوى نظافة الهواء.  استطاعت بلدان كثيرة الجمع بين تحسين نوعية الهواء وزيادة الثروة.  وهذا يعني أن تلوث الهواء لا يؤثر سلباً في النمو الاقتصادي بخلاف ما كان سائداً في الماضي عندما كان تلوث الهواء يعتبر تكلفة لا مناص منها للنمو الاقتصادي. وبذلك تأكد الفصل الفعلي بين تلوث الهواء وبناء الثروة.

طالع ما يلي لمزيد من المعلومات:

        1. تاريخ نجاح قانون الهواء النظيف بالولايات المتحدة الأمريكية في تقليل تلوث الهواء من قطاع النقل
        2. مقالة: معدلات التحسن في هواء بيجين تقدم نموذجاً للمدن الأخرى (برنامج الأمم المتحدة للبيئة)
        3. نوع الهواء: لمحة توضيحية لتلوث الهواء (وزارة البيئة والأغذية والشؤون الريفية في المملكة المتحدة)
        4. آثار تلوث الهواء (منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي)

 

  1. ما الإجراءات التي يمكن للحكومات اتخاذها لتحسين نوعية الهواء؟

الحكومات مسؤولة عن توفير هواء نظيف لمواطنيها؛ وهناك خيارات عديدة أمام الحكومات الوطنية والمحلية لتحسين نوعية الهواء. إن تلوث الهواء مشكلة نعلم أننا قادرون على حلها؛

وعلى الحكومات أن تستثمر في القدرة على قياس تلوث الهواء ورصده من خلال إنشاء شبكات الرصد؛ والتحقق من تشغيل تلك الشبكات وصيانتها وإخضاعها للإجراءات التي تضمن جودة قياسات نوعية الهواء واعتماديتها.

تتمثل الخطوة الأولى صوب الإدارة المسؤولة لتلوث الهواء في الاطمئنان إلى سن التشريعات اللازمة وإنفاذ السياسات وآليات التنفيذ المناسبة، مع موالاة كل ذلك بالدعم الكافي. كما ينبغي للحكومات أن تطمئن إلى تمكين المؤسسات المختصة بالقدرات الكافية لرصد الانبعاثات الملوثة للهواء ولتقييمها. هذا من شأنه أن يضمن لصناع القرار معرفة مصادر ملوثات الهواء لديهم، ومدى ضخامة الانبعاثات الصادرة من كل منها، ومستويات تلوث الهواء في مختلف أنحاء الدولة، وتأثيرات ذلك في الصحة، فضلاً عن استجلاء الإجراءات قوية التأثير الممكن اتخاذها لتقليل مستويات التلوث والحد من الضرر الناجم.

أما حيثما كانت المقدرة على اتخاذ تلك الإجراءات محدودة أو متى لم تتوفر بيانات محلية، فثمة موارد ما تزال متاحة لمساعدة البلدان على فهم مشكلة تلوث الهواء لديها وتحديد الإجراءات ذات الأولوية الممكن اتخاذها. ويدخل في عداد ذلك مصادر الانبعاثات الممكن تقديرها ببرامج عالمية (مثال: تقديرات "إدغار" للانبعاثات[NB1] )، أو تأثيرات تركيزات الملوثات والتأثيرات الواقعة على الصحة (منظمة الصحة العالمية،  معهد القياس والتقييم الصحي ، وتقرير حالة الهواء العالمي)، وكلها مستندة إلى تقديرات من الأقمار الاصطناعية وأدوات النمذجة العالمية، مع التحقق الميداني من صحة البيانات عبر محطات الرصد.  غير أن لتلك المصادر أوجهاً من القصور وعدم اليقين، لذا ينبغي اللجوء إليها في حالات انعدام البيانات المحلية أو عند محدودية قدرات الرصد.

ومن المهم أن تعي الحكومات الفوائد والتكاليف المرتبطة بالإجراءات أو التدخلات البديلة لتحسين نوعية الهواء، وأن ترتب إجراءاتها من حيث الأولوية. إن معظم تدابير التخفيف من تلوث الهواء تأتي بفوائد صحية واجتماعية تفوق تكاليف التنفيذ بكثير.

ومن العوامل الأخرى الرئيسة للنجاح: تقوية المؤسسات وممارسة الحوكمة، وتعزيز التغيير السلوكي، وبث ثقافة مناصرة لنظافة الهواء، وزيادة القدرة في كل القطاعات على المشاركة الفعّالة والمساهمة القوية في الحلول، واستدعاء الإرادة السياسية، وزيادة التمويل.

طالع ما يلي لمزيد من المعلومات:

        1. تقرير:  حلول تلوث الهواء بالمناطق الحضرية في البلدان متوسطة الدخل من الشريحة الدنيا (وكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية)
        2. تقرير:  قضية التزامات حقوق الإنسان المتعلقة بالتمتع ببيئة آمنة نظيفة صحية ومستدامة (الأمم المتحدة)
        3. دليل تلوث الهواء في لندن: لمحة عامة (هواء لندن)
        4. استكشاف البيانات: تلوث الهواء والصحة (حالة الهواء العالمي)

 

  1. لماذا يكتسي التعاون الإقليمي أهمية بالغة لإدارة تلوث الهواء؟

لما كانت بعض ملوثات الهواء تسافر لمسافات طويلة وتعبر الحدود، فمن المهم اتباع نهج وطني/إقليمي متعدد الأطراف لإدارة تلوث الهواء العابر للحدود. ومن ثم، ييسر التعاون الدولي تبادل المعارف والخبرات والممارسات الجيدة، ويتيح إبراز الأهداف وجمع الموارد اللازمة للتعامل مع أزمة تلوث الهواء على مستوى يليق بحجمها. 

ومن الأمثلة الجيدة للإنجازات الإيجابية لبناء نهج وطني حكومي دولي متعدد الأطراف للحد من تلوث الهواء  اتفاقية التلوث الجوي البعيد المدى عبر الحدود الصادر عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا، إذ أصبحت الاتفاقية أول نهج منسق بين البلدان للتعامل مع المشكلات المشتركة في مجال تلوث الهواء. كما بدأ التعاون العلمي في آسيا، وأسهمت شبكة مراقبة الترسب الحمضي في شرق آسيا في بناء القدرات وتعزيز التعاون في مجال المراقبة والرصد بشتى أنحاء شرق آسيا وجنوب شرقها. وجاء إقرار اتفاقية رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان) بشأن التلوث العابر للحدود بالضباب الدخاني للحد من تلوث الهواء الناجم عن حرائق الغابات في جنوب شرق آسيا. أما في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي فيجري تنفيذ خطة إقليمية للتعامل مع تلوث الهواء.

 

 

إعداد اتفاقيات إقليمية للتعامل مع مشكلة تلوث الهواء المشتركة العابرة للحدود

شهدت ستينيات القرن الماضي اكتشاف العلماء أن ترسب ملوثات الهواء -المنبعثة على بعد آلاف الكيلومترات في الغالب- كانت تسبب "المطر الحمضي" الذي كان يؤثر في الغابات ويسبب التحمض وفقدان الأسماك في البحيرات، وتعريض كامل النظم الإيكولوجية للخطر في أجزاء من النصف الشمالي للكرة الأرضية، لا سيما في منطقة اسكندنافيا وكندا واسكتلندا.

ثم انعقد مؤتمران مهمان في السبعينيات، هما: مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة البشرية ومؤتمر هلسنكي للأمن والتعاون في أوروبا؛ وقد مهّد المؤتمران الطريق أمام مفاوضات بشأن اتفاقية حكومية دولية لتقليل تلوث الهواء.

وفي العام 1979 وقّع 32 بلداً اتفاقية لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا بشأن التلوث الجوي البعيد المدى عبر الحدود: وهي أول معاهدة دولية للتعامل مع تلوث الهواء على أساس إقليمي موسع. دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ عام 1983، فأرست بذلك المبادئ العامة للتعاون الدولي لتقليل تلوث الهواء وإنشاء إطار عمل مؤسسي يجمع بين العلم والسياسة.

ومع تراكم الخبرات على مدار 40 عاماً، ووجود 51 طرفاً في النصف الشمالي من العالم و8 بروتوكولات قيد التنفيذ حالياً؛ فقد تحققت نتائج مهمة بفضل العمل بمقتضى الاتفاقية حتى الآن. وهذه المعاهدة فريدة من حيث كونها وثيقة ملزمة قانوناً على الصعيد العالمي، إذ تقرر مستهدفات محددة لتقليل انبعاثات العديد من الملوثات. كما أقامت الاتفاقية منصة للبلدان من أجل مناقشة السياسات ولتبادل أفضل الممارسات. كما تعول الاتفاقية على تضافر الجهود العلمية والسياسية القوية المقترنة بآلية امتثال وببرنامجٍ لدعم بناء القدرات.

طالع ما يلي لمزيد من المعلومات:

        1. اتفاقية التلوث الجوي البعيد المدى عبر الحدود (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا)
        2. مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة البشرية (الأمم المتحدة)

 

  1. ما دور مراقبة نوعية الهواء في إدارة نوعية الهواء؟

ثمة العديد من التحديات الماثلة أمام البلدان لدى التعامل مع نوعية الهواء؛ فتكلفة معدات المراقبة والرصد المعتمدة والمعايرة والصيانة المنتظمة قد تشكل عبئاً ثقيلاً على الكثير من السلطات المحلية والحكومات الوطنية. تجدر الإشارة هنا إلى أن تكلفة مراقبة نوعية الهواء أقل بكثير من تكلفة تقليل تلوث الهواء، فالأولى تعد استثماراً عاماً، والثانية تعد استثماراً خاصاً. من هنا نجد وجاهة في قيام الحكومات الوطنية والمدن بالبلدان النامية بترتيب الأولويات والاستثمار في إنشاء شبكات ميدانية أرضية لمراقبة نوعية الهواء وصيانتها بغية توليد بيانات محل ثقة بشأن نوعية الهواء.

بيد أن بلداناً كثيرة تفتقر كلياً إلى شبكات المراقبة والرصد الحكومية المستعينة بمعدات معيارية معتمدة. كما أن مواقع المراقبة في البلدان محدودة الموارد غالباً ما يقتصر وجودها على المدينة الأكبر حجماً من حيث المساحة والسكان. ولا تستطيع مدن كثيرة في بلدان نامية إلاّ تخصيص موقعاً واحداً للمراقبة، أو بضعة مواقع على الأكثر. وهذا واقع يوجب التعامل معه.

طالع ما يلي لمزيد من المعلومات:

        1. مراقبة نوعية الهواء (برنامج الأمم المتحدة للبيئة)
        2. معدلات التحسن في هواء بيجين تقدم نموذجاً للمدن الأخرى (التحالف من أجل المناخ ونظافة الهواء)

 

  1. ما الإجراءات التي يمكن للشركات وللصناعة اتخاذها؟

للشركات وللصناعة دور أساسي في تقليل تلوث الهواء لأن الكثير من تلك الأنشطة تشكل مصادر لأنواع مختلفة من ملوثات الهواء. وبمقدور القطاع الخاص أن يُساهم في تقليل تلوث الهواء من خلال عملياته المختلفة وسلاسل الإمداد المتنوعة لديه في شتى القطاعات. تتراوح مصادر التلوث من القطاع الخاص بين حرق أنواع الوقود ومركبات التوزيع والتسليم. ولمّا كان تلوث الهواء يُساهم أيضاً في تغير المناخ فإن الشركات التي تتعهد بتقليل الانبعاثات الملوثة للهواء بمقدورها أن تقلل أيضاً من الأثر الكربوني لأنشطتها في الوقت ذاته. وبذلك تتسنى إصابة عصفورين بحجر واحد؛ أي تقليل تلوث الهواء وتقليل الأثر الكربوني، ولطالما كان ذلك محركاً لحلول مبتكرة من هذا القطاع، وحري به أن يظل كذلك. كانت تلك الحلول في الماضي تكنولوجية في معظمها (مثل: التحول من تكنولوجيا إلى أخرى)، غير أن بعض مناحي القطاع الخاص قد تتطلب تحركاً يتجاوز تلك الحلول التكنولوجية.  أمام القطاع الخاص إجراءات عديدة يمكن اتخاذها لتقليل تلوث الهواء، ومنها:

1- إضافة نوعية الهواء إلى أنشطته المرتبطة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات، والتعهد بتنظيم مسارات التبليغ وإعداد التقارير والمراقبة والرصد.

2- تحديد الانبعاثات الملوثة للهواء من كل منشأة ومن عمليات التصنيع وعلى امتداد سلاسل الإمداد، وتقدير كمياتها.

3- استحداث برامج تقلل تلوث الهواء بما يناسب كل قطاع.

4- التوسع في حملات التوعية للإعلان عن مستويات الانبعاثات الناجمة عن عمليات القطاع بشفافية، مع بيان الإجراءات المقرر اتخاذها لتقليل تلك الانبعاثات.

يقدم هذا التقرير مثالاً على الكيفية الممكن اتباعها من جانب الصناعات الكبيرة لتقليل تلوث الهواء، وذلك تحت عنوان "المبادئ التوجيهية لتعدين البوكسيت المستدام"، وهي المبادئ الصادرة عن المعهد الدولي للألمنيوم، ومن بينها ما يتعلق بنوعية الهواء.

طالع ما يلي لمزيد من المعلومات:

        1. 5 خطوات يمكن للشركات تنفيذها لحماية نوعية الهواء بعد جائحة «كوفيد-19» (المنتدى الاقتصادي العالمي)
        2. التعامل مع تلوث الهواء: دور القطاع الخاص

 

  1. ما الذي بوسعي عمله لتحسين نوعية الهواء محلياً؟

معظم مصادر تلوث الهواء هيكلية الطابع، بل وتشكل جزءاً من العمليات الاقتصادية التي ترسم شكل المجتمع الحديث. لذا يصعب على الأفراد وقف تلوث الهواء بجهودهم الشخصية؛ فهذه قضية تستلزم جهداً جماعياً.

وأهم ما يمكن للناس فعله هو معرفة مستويات تلوث الهواء حيث يعيشون وكيفية تأثيره عليهم، وممارسة الضغط على السياسيين والقادة وصناع القرار لتقليل تلوث الهواء في المدينة/المنطقة/البلد.

ومن الأشياء التي يمكن للأفراد عملها لتقليل مساهمتهم الشخصية في تلوث الهواء:   

  • اختيار أنماط نظيفة للنقل متى كانت متاحة (مثل: النقل العام، أو ركوب الدراجات الهوائية أو المشي بدلاً من استخدام السيارات الخاضة أو الدراجات البخارية)؛ 
  • فإذا كنت تفكر في شراء سيارة فانظر في بيانات انبعاثات ثاني أكسيد النتروجينوتحقق من الانبعاثات الصادرة في الواقع عن تلك السيارة. تجنب شراء سيارة تعمل بالديزل، شراء سيارة هجينة أو كهربائية من شأنه المساعدة في تقليل الانبعاثات الصادرة منها؛
  •  وإذا كان لديك سيارة فتأكد من صيانتها بصفة دورية لتقليل مساهمتها في تلوث الهواء؛
  • استخدم أنواع وقود وتكنولوجيات نظيفة للطهي والإضاءة والتدفئة؛
  • استخدم مصادر الطاقة المتجددة حيثما أمكن؛
  • توقف عن حرق النفايات المنزلية والزراعية؛ 
  • امتنع تماماً عن استخدام المدفأة والموقد المشتعل بالخشب؛
  • راقب معدل استهلاك الطاقة وإهدارها بمنزلك، واستخدم أجهزة ومصابيح تتسم بكفاءة استهلاك الطاقة، مع تركيب نوافذ عازلة ومانعة للتسريب.

طالع ما يلي لمزيد من المعلومات:

        1. كيف يمكنني حماية نفسي من تلوث الهواء؟ (المؤسسة البريطانية لصحة الرئة)
        2. إجراءات يمكنك اتخاذها لتقليل تلوث الهواء (وكالة حماية البيئة بالولايات المتحدة)
        3. 10 طرق يمكنك بها مكافحة تلوث الهواء (منظمة الصحة العالمية)
        4. تقرير:  تنفس هواء أنظف – عشرة حلول قابلة للتوسيع من أجل المدن الهندية

 

  1. ما وجه الارتباط بين تلوث الهواء وتغير المناخ؟

تلوث الهواء وتغير المناخ مرتبطان ارتباطاً وثيقاً؛ فكل ملوثات الهواء الرئيسة تؤثر في المناخ، كما أن معظمها مشترك في مصادر تطلق غازات الاحتباس الحراري، لا سيما المتعلق منها بحرق أنواع الوقود الأحفوري. كما أنهما يفاقمان من بعضهما بعضاً بطرق شتى. فمثلاً: تسهم غازات الاحتباس الحراري -مثل الميثان- في تشكل الأوزون السطحي، في ما تزيد مستويات الأوزون السطحي من ارتفاع درجات الحرارة. وتزيد درجات الحرارة المتزايدة من معدل حرائق المناطق البرية، وهو ما يزيد بدوره من مستويات تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة.

وهناك مجموعة من الملوثات تسمى "ملوثات المناخ القصيرة العمر" وتضم الكربون الأسود، والأوزون ، والميثان والمركبات الفلورية الهيدروجينية ؛ وكلها من قبيل القوى المناخية العاتية وتعد أيضاً من ملوثات الهواء الخطيرة (بالنسبة للأوزون والكربون الأسود). ويؤدي الكثير من تدابير تقليل ملوثات المناخ القصيرة العمر إلى تقليل ملوثات الهواء، ومن ذلك أكسيدات النتروجين.  فمثلاً تؤثر تدابير تقليل الكربون الأسود في تغير المناخ الإقليمي وتقلل من المعدل القريب للاحترار العالمي. كما تسهم إسهاماً كبيراً في تقليل الانبعاثات التي تؤدي إلى انبعاث الجسيمات الدقيقة (PM2.5)، وهو ما يفيد صحة الإنسان. الميثان من غازات الاحتباس الحراري القوية التي تشكل الأوزون في الغلاف الجوي؛ والإجراءات المتخذة لتقليل انبعاثات الميثان تعود بالنفع العظيم على الجهود المبذولة لمنع تغير المناخ، وتحمي صحة الإنسان وتصون حصاد المحاصيل.  ومن ثم، فإن الإجراءات المتكاملة -كتلك التي تستهدف ملوثات المناخ القصيرة العمر- تتيح إصابة ثلاثة عصافير بحجر واحد من خلال تحقيق فوائد عديدة في العالم الواقعي على صعيد صحة الإنسان والزراعة والمناخ.

وعلى ذلك فإن أوجه الترابط بين تلوث الهواء وتغير المناخ تتيح فرصة لتعظيم فوائد الإجراءات التي نتخذها، بل وتحفز التفكير في معدلات تخفيف أعلى طموحاً. وهدياً بما سبق، ينبغي أن تحقق الخطط والاستراتيجيات المبذولة لتقليل الاحترار سريعاً التكاملَ المأمول لتقليل معدلات ملوثات الهواء كلها، ومعها غازات الاحتباس الحراري التي تسهم في تأثيرات المناخ على الأمدين القريب والبعيد. وهذا من شأنه وضع عالمنا على منحنى سريع صوب تعظيم الفوائد وتقليل مخاطر إخفاق السياسات وتحقيق أولويات التنمية الوطنية.

طالع ما يلي لمزيد من المعلومات:

        1. ما هي ملوثات المناخ القصيرة العمر؟ (التحالف من أجل المناخ ونظافة الهواء)
        2. استعراض لتلوث الهواء وتأثيراته (منظمة الصحة العالمية)
        3. تلوث الهواء والصحة

 

  1. ما وجه الارتباط بين تلوث الهواء والتنمية المستدامة؟

يشكل تلوث الهواء تهديداً للتنمية المستدامة كونه يؤثر تأثيراً متزامناً في مختلف المعايير الاجتماعية والبيئية والاقتصادية المرتبطة بالتنمية البشرية المنصفة، ويدخل في حكمها الصحة الجيدة والأمن الغذائي والمساواة بين الجنسين واستقرار المناخ والحد من الفقر.

يرتبط التقدم في تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة بنوعية الهواء؛ ومن ذلك الغاية 3-9 من أهداف التنمية المستدامة (الصحة الجيدة والرفاه)، والغاية 7-1-2 من الأهداف بشأن إتاحة طاقة نظيفة للطهي، والغاية 11-6-2 من الأهداف بشأن إتاحة النقل المستدام، والهدف 13 (العمل المناخي).

كذلك يرتبط تلوث الهواء بصميم العدالة الاجتماعية وعدم المساواة على الصعيد العالمي. واستناداً إلى منظمة الصحة العالمية، فإن 97 في المائة من المدن الكائنة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط (أي التي يزيد سكانها عن 100 ألف نسمة) لا تفي بالمبادئ التوجيهية المتعلقة بنوعية الهواء. وتهبط هذه النسبة المئوية إلى 49 في البلدان ذات الدخل المرتفع.

طالع ما يلي لمزيد من المعلومات:

        1. استعراض لتلوث الهواء وتأثيراته (منظمة الصحة العالمية)
        2. ملوثات المناخ القصيرة العمر وتأثيرها في الصحة والمناخ والزراعة (التحالف من أجل المناخ ونظافة الهواء)
        3. أهداف التنمية المستدامة الصادرة عن الأمم المتحدة (الأمم المتحدة)

 

  1. هل الهواء النظيف حق من حقوق الإنسان؟

تعتبر البيئة الصحية من الحقوق الدستورية في ما لا يقل عن 155 بلداً. أما الالتزامات المرتبطة بالهواء النظيف فهي مضمّنة في عدد من الوثائق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وقد شهد العام 2019 إبراز الحق في تنفس هواء نظيف أثناء انعقاد الجلسة الأربعين لمجلس حقوق الإنسان، وذلك ضمن تقرير مقدم من المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان والبيئة. وسلط التقرير الضوءَ على سبع خطوات يجب على الدول تنفيذها وفاءً بحق البشر في تنفس هواء نظيف.

طالع ما يلي لمزيد من المعلومات:

        1. يعقد مجلس حقوق الإنسان حواراً تفاعلياً منتظماً بشأن البيئة والإسكان اللائق (مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة)
        2. الهواء النظيف بوصفه حقاً من حقوق الإنسان (برنامج الأمم المتحدة للبيئة)
        3. الهواء النظيف حق من حقوق الإنسان – المقرر الخاص للأمم المتحدة
        4. تقريرالجلسة الأربعون لمجلس حقوق الإنسان: قضية التزامات حقوق الإنسان المتعلقة بالتمتع ببيئة آمنة نظيفة صحية ومستدامة (A/HRC/40/55)

 

  1. هل من رابط بين سوء نوعية الهواء وظهور نتائج صحية أسوأ جرّاء «كوفيد-19»؟

أوجه الارتباط المحتملة بين التعرض لهواء سيء النوعية وقابلية التأثير بتبعات «كوفيد-19» هي من المسائل الخاضعة للدراسة حالياً في الأوساط الصحية والعلمية. غير أنه من المعلوم أن لتلوث الهواء تأثيرات مُردية على الجهاز التنفسي وجهاز الأوعية الدموية والقلب، فضلاً عن تأثيراته في أمراض أخرى ثبت أنها تزيد من حدة أعراض «كوفيد-19». ومن اللازم اعتبار تحسين نوعية الهواء أحدَ التدابير الإضافية من أجل المساعدة في تقليل العبء الواقع على صحة البشر، وعلى نظم الرعاية الصحية.

ومع ازدياد فهمنا لأوجه الارتباط تلك فستزيد أهمية الالتزام بتحقيق الاستدامة على المدى البعيد في استخدام الطاقة وفي السياسات البيئية وفي تنفيذ المعايير. وعلى الرغم من التحديات الحادة المصاحبة لهذه الجائحة العالمية، فليس بوسعنا أن نترك الجائحة تذهب بجهودنا للتعامل مع التحديات المستمرة المترابطة التي لا مفر للعام منها وهي متمثلة في تغير المناخ، وسوء نوعية الهواء، والتنمية المستدامة وفقدان التنوع الأحيائي.

طالع ما يلي لمزيد من المعلومات:

        1. العلماء يبحثون في الارتباط بين «كوفيد-19» وتلوث الهواء القاتل (التحالف من أجل المناخ ونظافة الهواء)
        2. موجز البحث الخاص الصادر عن التحالف من أجل المناخ ونظافة الهواء بشأن «كوفيد-19»
        3. مقالة: تلوث الهواء و«كوفيد-19»: دور الجسيمات الدقيقة في انتشار وزيادة الاعتلال بمرض «كوفيد-19» والوفاة بسببه (كميونيان إس وآخرون 2020)
        4. مقالة: تأثير انتقال فيروس سارس التاجي 2 بالهواء في جائحة «كوفيد-19». لمحة عامة (دومينغو جيه إل، وآخرون 2020)

 


 [NB1]The entire EDGAR website might be down. The link is correct but it’s going to a broken page when I checked it. We should keep the link for now and keep an eye on their website.

 

1. لماذا يُعتبر الحد من تلوث الهواء أمراً مهماً؟

يحدث تلوث الهواء في كل مكان حولنا. يعيش معظم الناس في العالم في مناطق ذات مستويات تلوث هواء عالية. فهو يضر بصحة الإنسان ورفاهه، ويقلل من جودة الحياة، ويمكن أن يؤثر سلباً على الاقتصاد والنظم البيئية. تؤثر هذه الآثار أيضاً بشكل غير متناسب على الأشخاص والمجتمعات الأكثر ضعفاً. 

يعد تلوث الهواء من أكبر المخاطر البيئية على الصحة العامة على مستوى العالم. يتعرض الناس في كل مكان لتلوث الهواء: في مكان العمل، وأثناء السفر وفي منازلهم. يُقدّر أن التعرض لهواء المنزل والجو المحيط (الخارجي) الملوّث بالجسيمات الدقيقة يسبّب 7 ملايين حالة وفاة مبكرة كل عام، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، وهو مسؤول عن جزء كبير من إعاقة أولئك الذين يعيشون مع الأمراض الناجمة عن تلوث الهواء. 

في حين أن تلوث الهواء معقد ويتطلب استجابة حكومية منسقة، إلا أنه مشكلة قابلة للحل. يعدّ تلوث الهواء أيضاً قضية عابرة للحدود، بما يعني أن التلوث لا يتوقف عند الحدود الإدارية أو الحدود القطرية، بما يجب أن يحفّز البلدان والمجتمعات على التعاون لمعالجة المشكلة. 

في العديد من البلدان النامية، يزيد الاعتماد على الخشب وأنواع الوقود الصلب الأخرى، مثل الفحم للطهي والتدفئة، واستخدام الكيروسين للإضاءة، من تلوث الهواء في المنازل، بما يضر بصحة من يتعرضون لها. تشير التقديرات إلى أن أكثر من 2,4 مليار شخص يعتمدون على هذه الأنواع من الوقود. يمكن الشعور بمعظم هذه التأثيرات في أجزاء من آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء، حيث ينتشر حرق الكتلة الحيوية للطهي بشكل خاص. 

في حين أن التأثيرات على صحة الإنسان هي الأكثر إلحاحاً، فإن تلوث الهواء يؤثر أيضاً بشكل كبير على عدة أنواع مختلفة من النظم البيئية، ويقلل من غلال المحاصيل وصحة الغابات. كما أنه يقلل من رؤية الغلاف الجوي، ويزيد من تآكل المواد والمباني والآثار ومواقع التراث الثقافي، ويسبب تحمض النظم الإيكولوجية الحساسة في البحيرات. 

كما أن لتلوث الهواء تكاليف اقتصادية عالية تتعلق بصحة الإنسان، وفقدان الإنتاجية، وانخفاض غلة المحاصيل، وانخفاض القدرة التنافسية للمدن المتصلة عالمياً. على سبيل المثال، وجدت دراسة أجراها البنك الدولي في عام 2021 أن التكلفة الاقتصادية للتأثيرات الصحية لتلوث الهواء فقط بلغت 8,1 تريليون دولار أمريكي، أي ما يعادل 6,1% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 2019. 

يرتبط تلوث الهواء ارتباطاً وثيقاً بتغير المناخ، حيث تأتي العديد من غازات الاحتباس الحراري (GHGs) وملوثات الهواء من نفس المصادر. العديد من ملوثات الهواء ضارة بصحة الإنسان وتُعتبر عوامل تأثير قوية على المناخ، مما يؤثر على حياة الناس اليوم ويجعل مستقبل الأجيال القادمة أقل أماناً. وقد أدى ذلك إلى اتخاذ تدابير منسقة للحد من تلوث الهواء وغازات الدفيئة، مثل تلك التي تعالج ملوثات المناخ قصيرة الأجل يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة أيضاً إلى زيادة تطاير بعض الملوثات مثل الملوثات العضوية الثابتة (POPs)، وبالتالي تساهم في زيادة تلوث الهواء. 

إن ارتباط تلوث الهواء بالتنمية والاقتصاد والبيئة يعني أن الحد من تلوث الهواء مرتبط بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويؤثر بشكل مباشر على تحقيق هدف التنمية المستدامة 3: الصحة الجيدة والرفاه،و هدف التنمية المستدامة 7: طاقة نظيفة وبأسعار معقولة،و هدف التنمية المستدامة 11: مدن ومجتمعات محلية مستدامة،، و هدف التنمية المستدامة 13: العمل المناخي. ويؤثر بشكل غير مباشر على تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة الأخرى. 

كما ساهم تلوث الهواء في انتشار جائحة كوفيد-19 الحالية. أظهرت الدراسات التي أجريت أثناء الجائحة وجود روابط مباشرة بين مستويات تلوث الهواء وزيادة احتمال الإصابة بالأمراض. أشارت الدراسات أيضاً أن تلوث الهواء بالجسيمات يساعد على انتشار كوفيد-19. تحتاج هذه الدراسات إلى مزيد من التحقيق، ولكنها سبب آخر لاتخاذ إجراءات بشأن تلوث الهواء. 

نعلم من التجارب السابقة والحالية أن الكثير من تلوث الهواء الذي يسببه الإنسان يمكن الوقاية منه، وكما تظهر الأمثلة، فإن الحد من تلوث الهواء سيوفر فوائد إضافية مثل حياة أكثر صحة وإنتاجية، وبيئة طبيعية أكثر صحة، وتخفيف حدة الفقر، وزيادة الرخاء المشترك. 

لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

  1. حقائق أساسية عن تلوث الهواء الخارجي والملوثات الرئيسية (منظمة الصحة العالمية) 
  1. ملوثات المناخ القصيرة الأجل وتأثيرها على الصحة والمناخ والزراعة (CCAC) 
  1. آثار تلوث الهواء (منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي) 
  1. الطاقة وتلوث الهواء (IEA) 
  1. فيديو: عمليات تلوث الهواء وتأثيراته (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية) 
  1. فيديو: الروابط بين نوعية الهواء والمناخ (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية) 

2. ما هو تلوث الهواء؟

ينتج تلوث الهواء عن الغازات والجسيمات المنبعثة في الغلاف الجوي من مجموعة متنوعة من الأنشطة البشرية، مثل الاحتراق غير الفعال للوقود، وحرق النفايات في الهواء الطلق، والزراعة. هناك أيضاً مصادر طبيعية تساهم في تلوث الهواء، يتأثر الكثير منها بالأنشطة البشرية مثل حرائق الغابات وغبار التربة والملح في رذاذ البحر. 

يمكن أن تنبعث ملوثات الهواء مباشرة من مصدر (أي ملوثات أولية)، أو يمكن أن تتكون من تفاعلات كيميائية في الغلاف الجوي (أي ملوثات ثانوية). عندما تصل تركيزات هذه المواد إلى مستويات حرجة في الهواء، فإنها تضر بالبشر والحيوانات والنباتات والنظم البيئية، وتقلل من الرؤية وتتسبب في تآكل المواد والمباني ومواقع التراث الثقافي. 

الملوثات الرئيسية التي تؤثر على صحة الإنسان هي الجسيمات الدقيقة،والأوزون الأرضي (O3) وثاني أكسيد النيتروجين (NO2 وثاني أكسيد الكبريت (SO2) والأمونيا (NH3) والمركبات العضوية المتطايرة (VOCs) وأول أكسيد الكربون (CO). تُعرف الجسيمات الدقيقة التي تضر بصحة الإنسان باسم PM2.5 (الجسيمات التي يقل قطرها عن 2,5 ميكرومتر)، والتي يمكن أن تخترق عمق الرئتين وتنتقل إلى مجرى الدم وتؤثر على أعضاء الجسم ووظائفه المختلفة. يمكن أن تنبعث هذه الجسيمات مباشرة (مثل الكربون الأسود والكربون العضوي والجسيمات المعدنية وغبار الفرامل وتآكل الإطارات)، أو تتشكل في الغلاف الجوي من العديد من الملوثات المنبعثة المختلفة (مثل ثاني أكسيد الكبريت، وثاني أكسيد النيتروجين، والأمونيا،والمركبات العضوية المتطايرة). 

الأوزون (O₃)، هو ملوث ثانوي مهم. وهو مهيج قوي للرئة ويعوق نمو النباتات. وهو أيضاً أحد غازات الدفيئة القوية (GHG). يتكون الأوزون في طبقة التروبوسفير، بالقرب من سطح الأرض، عندما تتفاعل بعض الملوثات السليفة في وجود ضوء الشمس. الميثان (CH₄)، وهو غاز دفيئة قوي، مسؤول عن جزء كبير من تكوين الأوزون. يختلف أوزون التروبوسفير عن الأوزون الموجود في الغلاف الجوي العلوي (الستراتوسفير)، والذي يحمينا من الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس. 

أكاسيد النيتروجين (NOx) هي مجموعة من المركبات الكيميائية الملوثة للهواء، وتشمل ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) وأول أكسيد النيتروجين (NO). ثاني أكسيد النيتروجين هو أكثر هذه المركبات ضرراً على صحة الإنسان ويتولد من الأنشطة البشرية. إنه يؤثر على صحة الإنسان، ويقلل من رؤية الغلاف الجوي، وعندما يكون بتركيزات عالية، يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تغير المناخ. أخيراً، إنه سليف مهم لتكوين الأوزون والجسيمات الدقيقة. 

لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

  1. نظرة عامة على تلوث الهواء وتأثيراته (منظمة الصحة العالمية) 
  2. ملوثات المناخ قصيرة العمر وتأثيرها على الصحة والمناخ والزراعة (CCAC) 
  3. نظرة عامة على ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) (وكالة حماية البيئة الأمريكية) 
  4. ما هو تلوث الجسيمات (PM) (وكالة حماية البيئة الأمريكية) 

3. منذ متى اعتبر تلوث الهواء بمثابة مشكلة؟

ارتبط تلوث الهواء بالبشر منذ آلاف السنين، بدءاً من استخدام النار للطهي والدفء. أصبحت المستويات العالية الخطيرة لتلوث الهواء الخارجي مشكلة خلال الثورة الصناعية، حيث أدى الاستخدام المكثف للفحم إلى العديد من حوادث تلوث الهواء الحضري الخطير. 

حالة ضباب لندن في عام 1952 هي مثال صارخ على ذلك، حيث تسببت في زيادة عدد الوفيات خلال موجة استمرت أسبوعاً واحداً. لقد تفاعل التلوث الناجم عن حرق الفحم في المنازل والفحم لتوليد الكهرباء، واستخدام الوقود القذر للنقل، والتلوث الصناعي، مع ظواهر الطقس التي حصرت التلوث فوق لندن وأدت إلى أكثر من 4.000 حالة وفاة زائدة خلال هذه الأيام القليلة. أدى الاحتجاج العام الذي أعقب ذلك إلى اعتماد قانون الهواء النقي في المملكة المتحدة (1956). حوادث تلوث الهواء القاتلة الأخرى، على سبيل المثال في دونورا، الولايات المتحدة الأمريكية (1948) ووادي ميوز، بلجيكا (1930)، أدت إلى اتخاذ إجراءات مماثلة لمعالجة تلوث الهواء في البلدان الأخرى. 

أدى الاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري خلال القرن العشرين إلى زيادة تلوث الهواء مع تحول العديد من البلدان إلى بلدان صناعية. في البلدان الصناعية الحديثة مثل الصين والهند، أدى ذلك إلى أحداث تلوث هواء شديدة، مثل تلك التي شهدتها في الماضي الولايات المتحدة وأوروبا. ومع ذلك، فإن الأشكال الجديدة من الطاقة النظيفة والمتجددة، واعتماد لوائح نوعية الهواء وعمليات الإدارة، تقلل الاعتماد على بعض أنواع الوقود والممارسات الملوثة. 

لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

  1. نظرة عامة على تلوث الهواء وتأثيراته (منظمة الصحة العالمية) 
  1. تاريخ تلوث الهواء (وكالة حماية البيئة الأمريكية) 

4. ما هي مصادر تلوث الهواء؟

يأتي تلوث الهواء من مجموعة واسعة من المصادر، سواء كانت طبيعية أو ناتجة عن أنشطة بشرية (بشرية الأصل).مصادر طبيعية تشمل الانفجارات البركانية ورذاذ البحر وغبار التربة وحرائق النباتات الطبيعية والبرق. تشمل بعض المصادر ذات الصلة بالنشاط البشري الأكثر شيوعاً توليد الطاقة، والنقل، والصناعة، والتدفئة السكنية والطهي، والزراعة، واستخدام المذيبات، وإنتاج النفط والغاز، وحرق النفايات، والبناء. تحدث بعض المصادر، مثل حرائق الغابات والسافانا، والغبار المعدني الناتج عن الرياح، بشكل طبيعي، ولكن تتفاقم بسبب الأنشطة البشرية. 

بالنسبة لمعظم سكان العالم، تمثل الأنشطة البشرية سبب معظم تلوث الهواء الذي يتعرضون له. 

الملوثات المختلفة لها مصادر مختلفة. في المدن، يأتي تلوث الهواء من داخل حدود المدينة وخارجها، وقد ينتقل لمسافات طويلة. تشمل المصادر الحضرية الرئيسية السيارات وحرق الغاز والفحم والفحم النباتي والأخشاب للطبخ والتدفئة والمصادر الصناعية الموجودة في المدن. غالباً ما توجد العديد من المصادر الصناعية الكبيرة، مثل مصانع الإسمنت ومصانع الصلب وتوليد الكهرباء وإنتاج النفط والغاز وتكريره والمصادر البحرية بعيداً عن المدن، ولكنها لا تزال تساهم كثيراً في تلوث الهواء الحضري من خلال انتقالها مسافات طويلة في الهواء. 

تساهم المصادر الزراعية، بما في ذلك الحرق لتطهير الأرض وحرائق الغابات، كثيراً في مستويات تلوث الهواء في المناطق الحضرية والريفية. في المناطق الجافة جداً، بالقرب من الصحاري والأراضي المتآكلة، يمكن أن يشكل الغبار المنبعث من الرياح جزءاً كبيراً من الجسيمات الدقيقة بقطر 2,5 ميكرومتر. تنبعث معظم الأمونيا من الزراعة ومعالجة النفايات البشرية ويمكن أن تؤدي إلى تكوين الجسيمات. 

يأتي أحد أكثر مصادر تلوث الهواء شيوعاً في المناطق الريفية وشبه الحضرية في البلدان منخفضة الدخل من حرق المنازل للكتلة الحيوية وأنواع الوقود الصلب الأخرى (مثل الفحم) أو الكيروسين للطبخ والتدفئة والإضاءة. يساهم تلوث الهواء المنزلي أيضاً في تلوث الهواء الخارجي. 

لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

  1. تلوث الهواء الداخلي (منظمة الصحة العالمية) 
  1. حقائق أساسية عن تلوث الهواء الخارجي والملوثات الرئيسية (منظمة الصحة العالمية) 
  1. مصادر تلوث الهواء في أوروبا (الوكالة الأوروبية للبيئة) 
  1. تقديرات منظمة الصحة العالمية القطرية بشأن التعرض لتلوث الهواء وتأثيره على الصحة 

5. هل تلوث الهواء مشكلة محلية بشكل رئيسي أم أنه يمكن أن ينتقل لمسافات طويلة؟

يؤثر تلوث الهواء بشكل كبير على الأماكن القريبة من مصدره، ولكن نظراً لإمكانية حمله لمسافات طويلة في الغلاف الجوي، يمكن أن يؤثر تلوث الهواء الناتج في مكان واحد أيضاً على الأماكن البعيدة. على سبيل المثال، الملوثات التي تشكل الجسيمات الدقيقة (2,5 ميكرومتر) والملوثات العضوية الثابتة (POPs)، والأوزون (O3) يمكن أن تنتقل عبر مئات أو آلاف الكيلومترات، مما يتسبب في تأثيرات إقليمية وقارية. يؤدي تلوث الهواء العابر للحدود هذا إلى تحديات أمام اللوائح والتطبيق، لأن البلدان أو المناطق المختلفة لديها سيطرة تنظيمية قليلة على تلوث الهواء القادم من خارج حدودها (انظر أيضاً السؤال 14). 

على الرغم من مساهمة ملوثات الهواء لمسافات طويلة في تلوث الهواء المحلي، تظل المصادر القريبة عاملاً مهماً للغاية في تحديد نوعية الهواء المحلي. تكون مستويات تركيز ملوثات مثل ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) وثاني أكسيد الكبريت (SO2) أعلى بالقرب من مصادرها (النقل وإنتاج الطاقة والصناعات). يمكن أن تحتوي المناطق داخل المدينة الأقرب إلى مصادر كبيرة على تركيزات ضخمة من الملوثات، في حين أن المناطق الأخرى في المدينة نفسها يمكن أن تكون أكثر نظافة. 

تؤثر الظروف الجوية، مثل الرياح، على تشتت الملوثات ويمكن أن تتباين على نطاق واسع. تتيح الرياح القوية نقلها لمسافات طويلة، ويمكن أن يؤدي ركود الهواء إلى تراكم الملوثات. تشهد المدن الكبيرة في المناطق شبه الاستوائية والاستوائية التي تهب عليها رياح خفيفة للغاية وساعات طويلة من أشعة الشمس، حالات تلوث خطيرة. يمكن أن تؤثر الجبال المحيطة بالمدن ونسائم البر والبحر وغيرها من الظروف الجوية المحلية على انتشار الملوثات والتأثير على تكوين الملوثات الثانوية. 

لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

  1. اتفاقية التلوث الجوي بعيد المدى عبر الحدود (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا) 
  1. اتفاقية ستوكهولم بشأن الملوثات العضوية الثابتة (برنامج الأمم المتحدة للبيئة) 
  1. الجوانب الصحية لتلوث الهواء بعيد المدى عبر الحدود (منظمة الصحة العالمية) 
  1. فيديو: عمليات تلوث الهواء وآثاره (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية) 

6. كيف يؤثر تلوث الهواء على صحة الإنسان؟

ملوثات الهواء التي تشكل مصدر قلق كبير على صحة الإنسان، والتي يوجد عليها أقوى دليل، هي الجسيمات الدقيقة. يبلغ قطرها 2,5 ميكرومتر أو أقل، والتي تُختصر بالرمز PM2.5. هذه الجسيمات الدقيقة غير مرئية للعين البشرية وهي أصغر 40 مرة من عرض شعرة الإنسان. يمكنها إحداث الكثير من الضرر لأجسادنا. هذه الجزيئات صغيرة بما يكفي لتتغلغل في أعماق رئتينا، حيث تسبب التهاب أنسجة الرئة الحساسة، ويمكن أن تنتقل إلى مجرى الدم، وتؤثر على أعضاء مثل القلب والدماغ. تقدر منظمة الصحة العالمية أن التعرض لجسيمات 2,5 ميكرومتر تسبب في 7 ملايين حالة وفاة مبكرة سنة 2016. 

يتسبب تلوث الهواء في الإصابة بأمراض حادة ومزمنة. هناك دليل قوي يربط بين التعرض طويل الأمد لتلوث الهواء وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب الإقفارية، والسكتة الدماغية، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وسرطان الرئة، وسرطان الجهاز الهضمي العلوي، ونتائج الحمل السلبية (أي انخفاض معدل المواليد، والولادات قبل الأوان، ونقص الوزن عند الولادة (الأطفال المولودون بوزن أقل من خمسة أرطال)، ومرض السكري، وإعتام عدسة العين. اعتبرت الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IRCA) التابعة لمنظمة الصحة العالمية تلوث الهواء مسرطن 

تتضمن بعض الآثار الصحية الفورية للتعرض لتلوث الهواء تهيج العينين والأنف والحنجرة، وضيق النفس، والسعال، وتفاقم الحالات الموجودة مسبقاً، مثل نوبات الربو وألم الصدر. يمكن أن يؤثر العمر والظروف الموجودة مسبقاً وعوامل الخطر الأخرى للمرض والحساسية تجاه الملوثات في كيفية تفاعل الشخص مع الملوثات. 

يمكن أن تؤثر الغازات الملوثة للهواء بشكل خطير على صحة الإنسان. يقيّد أول أكسيد الكربون (CO) نقل الأكسجين إلى الأنسجة ويمكن أن يكون قاتلاً بتركيزات عالية جداً. ثاني أكسيد الكبريت (SO2)، هو مهيج قوي للرئة يؤثر على صحة أولئك الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي الموجودة مسبقاً (الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن)، وخاصة أولئك الذين يعيشون ويعملون بالقرب من مصادر ثاني أكسيد الكبريت. ترتبط أكاسيد النيتروجين (NOx) بمجموعة من التأثيرات، تمتد من تهيج الجهاز التنفسي، إلى الإصابة بالربو وزيادة معدل الوفيات. يسبّب التعرض للأوزون (O3) أمراض الجهاز التنفسي، ويرتبط بـ 365.000 حالة وفاة مبكرة في عام 2019، بحسب العبء العالمي للمرض (IHME). 

لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

1. تقرير: الآثار الصحية لتلوث الهواء (معهد الآثار الصحية) 

2. الآثار الصحية للهواء الخارجي (منظمة الصحة العالمية) 

 3. مقدمة عن تلوث الهواء المحيط (الخارجي) (منظمة الصحة العالمية) 

4. تقرير: تلوث الهواء والسرطان (منظمة الصحة العالمية) 

7. كيف يؤثر تلوث الهواء على صحة الأطفال؟

الأطفال معرضون بشكل خاص للآثار الصحية الضارة لتلوث الهواء بسبب حساسيتهم الفريدة والتعرض: تكون المسالك التنفسية للأطفال أكثر نفاذاً، ومعدل تنفسهم ضعف معدل التنفس لدى البالغين، ويستوعبون المزيد من الهواء لكل كيلوغرام من وزن الجسم. لا تزال أجساد الأطفال، وخاصة الرئتين والأدمغة، في طور النمو، مع أوعية دموية أضيق. وأجهزتهم المناعية أضعف من أجهزة البالغين المناعية، وبالتالي، يؤثر الهواء الملوث على الأطفال أكثر من البالغين. 

وفقاً لتقديرات حالة الهواء العالمية لعام 2020، ساهم تلوث الهواء في وفاة ما يقرب من 500.000 طفل في الشهر الأول من حياتهم في عام 2019. معظم تلك الوفيات تتعلق بمضاعفات انخفاض الوزن عند الولادة والولادة المبكرة. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يقرب من نصف الوفيات الناجمة عن الالتهاب الرئوي بين الأطفال دون سن الخامسة ناجمة عن استنشاق الجسيمات الناتجة من تلوث الهواء المنزلي. تُعزى 20 في المائة من وفيات الأطفال حديثي الولادة إلى تلوث الهواء وتتأثر العديد من عوامل الخطر لوفيات الأطفال حديثي الولادة بعوامل اجتماعية ديموغرافية مماثلة تزيد من خطر تعرض النساء لتلوث الهواء. على هذا النحو، فإن النساء في البلدان ذات مستويات التطور الاجتماعي الديموغرافي المنخفضة معرضات لخطر نتائج الولادة السلبية، مع ما يترتب على ذلك من عواقب على أطفالهن. يؤثر تلوث الهواء على نمو الطفل وتعلمه ورفاهه طوال حياته. 

لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

  1. حلول الهواء النقي المتمحورة حول الطفل 
  1. معهد التأثيرات الصحية (HEI)، حالة الهواء العالمي لعام 2020: تقرير خاص عن التعرض العالمي لتلوث الهواء وتأثيراته، 2020 
  1. منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، الرسائل الرئيسية الخاصة بتعرض الأطفال لتلوث الهواء 
  1. منظمة الصحة العالمية، تلوث الهواء وصحة الطفل: وصف الهواء النقي، لعام 2018،  

8. هل يوجد مستوى آمن لتلوث الهواء لحماية صحتك؟

في حين أن جميع الأفراد يعانون من مستويات مختلفة من التأثيرات الصحية من تلوث الهواء، عبر المدن الكبيرة أو سكان البلد، لا يوجد دليل على وجود مستوى آمن تماماً لتلوث الهواء، خاصة في حالة الجسيمات وثاني أكسيد النيتروجين. ومع ذلك، للمساعدة في توجيه البلدان لتحقيق هواء أنظف للصحة، وضعت منظمة الصحة العالمية قيماً توجيهية معيارية بخصوص جميع ملوثات الهواء الرئيسية. الامتثال لهذه القيم من شأنه أن يحمي الصحة العامة من الآثار الضارة. في عام 2021، نشرت منظمة الصحة العالمية إرشادات محدثة حول نوعية الهواء لملوثات الهواء الشائعة وكذلك المستويات المستهدفة المؤقتة للجسيمات (2,5 ميكرومتر و 10 ميكرومتر)، والأوزون، وثاني أكسيد النتروجين، وثاني أكسيد الكبريت. 

هذا لا يعني أنه لا توجد تأثيرات صحية أقل مذكورة في هذه الإرشادات؛ ومع ذلك، لا تشمل الدراسات المتاحة أعداد سكان كافية بمستويات تعرض أقل من تلك التركيزات. تمثل القيم الإرشادية أهدافاً قائمة على الصحة مفيدة لتتبع عبء المرض الناتج عن تلوث الهواء، وإبلاغ الأهداف والمعايير على المستوى الوطني، ورصد فعالية جهود إدارة نوعية الهواء المصممة لتحسين الصحة. 

وضعت العديد من البلدان معايير جودة الهواء الوطنية. قد تختلف المعايير الوطنية من بلد إلى آخر وقد تكون أعلى أو أقل من القيمة الإرشادية لمنظمة الصحة العالمية. إنها مسألة تتعلق بسياسة تحديد المجموعات المعرضة للخطر التي يجب حمايتها بالمعايير، ودرجة الخطر التي تعتبر مقبولة. ومع ذلك، لا يزال عدد البلدان التي ليس لديها لوائح أو لا توجد بها لوائح كافية مرتفعاً للغاية، كما أن قيم نوعية الهواء العالمية لعام 2021 الجديدة (AQG 2021) أقل بالفعل بشكل كبير، وبالتالي ستحتاج جميع البلدان تقريباً إلى وضع استراتيجيات لمزيد من سياسات الهواء النقي من أجل تحقيق أهداف منظمة الصحة العالمية المؤقتة، وفي النهاية تحقيق القيم الإرشادية. 

كما أن اتفاقية لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا (UNECE) بشأن التلوث الجوي البعيد المدى عبر الحدود قدمت مستويات عتبة (حرجة) للأوزون (O3)، إضافة لذلك، يمكن أن تحدث التأثيرات على المحاصيل والنباتات الأخرى. 

لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

1. إرشادات نوعية الهواء لمنظمة الصحة العالمية لعام 2021 (منظمة الصحة العالمية) 

2.تقرير: تقرير حالة الهواء العالمي لعام 2020 (IHME) 

3.بروتوكول خفض التحمض والتغذية والأوزون الأرضي (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا) 

5. التأثير المميت للجسيمات المحمولة جواً  

6. مركز التنسيق للتأثيرات (LRTAP) 

9. ما هو تأثير تلوث الهواء على الغذاء والمحاصيل والغابات والتنوع البيولوجي؟

الأوزون (O3) هو إلى حد بعيد ملوث الهواء الرئيسي الذي يؤثر على نمو النبات. يقلل من غلات المحاصيل وصحة الغابات والتنوع البيولوجي بشكل عام. الأنواع النباتية المختلفة لها حساسية مختلفة تجاه الأوزون؛ تلك الأنواع الأكثر حساسية تتمتع بميزة تنافسية أدنى في النظم البيئية، وبذلك تصبح الأنواع الأكثر مقاومة أكثر سيطرة. بعض المحاصيل حساسة جداً للأوزون، وخصوصاً الفاصولياء. يمكن تقليل إنتاجية فول الصويا، على سبيل المثال، بنسبة 15% أو أكثر. هناك أيضاً تأثير غير مباشر على المناخ، فانخفاض نمو أشجار الغابات الناجم عن التلوث بالأوزون يقلل من قدرة الغابات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وقدرتها على المساعدة في تنظيم تغير المناخ. 

يمكن أن تلحق الملوثات الأخرى مثل الكبريت والنيتروجين الضرر أيضاً بالنظم الإيكولوجية للغابات والبحيرات، من خلال تحمض التربة والمياه السطحية، مما يؤثر على نمو الغابات ويقتل الأسماك والكائنات الحية الأخرى. يؤدي ترسب النيتروجين أيضاً إلى زيادة تخثث (الإفراط في الإخصاب) النظم البيئية منخفضة المغذيات مثل الأراضي الصحراوية، مما يتسبب في حدوث تحولات كبيرة في التنوع البيولوجي. 

لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

  1. تلوث الهواء والنظام البيئي والتنوع البيولوجي (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا) 
  1. تقرير: تقييم تأثيرات تلوث الهواء على خدمات النظام البيئي - سد الفجوات وتوصيات البحث (Defra) 
  1. مقالة: آثار تلوث الهواء البيئية والصحية: مراجعة (ماني ساليديس إ. وآخرون. 2020) 
  1. آثار تلوث الهواء على المحاصيل الزراعية، وزارة الزراعة والغذاء والشؤون الريفية الكندية (OMAGFRA) 

10. هل يُعتبر المطر الحمضي تلوث هواء؟

تسبب بعض ملوثات الهواء "المطر الحمضي"، وهي مشكلة حظيت باهتمام خاص في أوروبا وأمريكا الشمالية في الثمانينيات والتسعينيات. ثاني أكسيد الكبريت (SO2) وأكاسيد النيتروجين (NOx) تتفاعل مع الماء في الغلاف الجوي، مما ينتج حمض الكبريتيك وحمض النيتريك الذي يعود إلى الأرض على شكل "مطر حمضي". 

تؤثر الأمطار الحمضية على البيئة من خلال إتلاف أوراق النباتات، وبالتالي تقليل إنتاجية النبات، ويمكن أن تجرد التربة من العناصر الغذائية التي تحتاجها النباتات للبقاء على قيد الحياة. يمكن لتحمض المياه الجوفية والأنهار أن يقتل الأسماك والحشرات، ويؤثر على الأنواع الأخرى التي تعتمد عليها في الغذاء. ومن المعروف أيضاً أن الأمطار الحمضية تسبب أضراراً للمباني والمعالم الأثرية. 

انخفض المطر الحمضي في أوروبا وأمريكا الشمالية بشكل كبير بسبب القيود والضوابط على ثاني أكسيد الكبريت وانبعاثات أكاسيد النيتروجين، مثل قانون الهواء النقي للولايات المتحدة لعام 1970 والاتفاق بين كندا والولايات المتحدة بشأن نوعية الهواء عام 1991 وتدابير مماثلة في أوروبا.https://www.epa.gov/airmarkets/us-canada-air-quality-agreement في حين انخفض المطر الحمضي في أوروبا وأمريكا الشمالية، فإنه لا يزال مصدر قلق في آسيا. 

يمكن للهباء الجوي والمواد المؤكسدة الكيميائية الضوئية (مثل الأوزون) أيضاً أن تخلق ضباباً وتقلل من الرؤية، مما قد يُغرق المدن في ضباب دخاني كثيف. أدى انخفاض التركيزات في أمريكا الشمالية وأوروبا إلى تقليل هذا الضباب بشكل كبير، لكنه منتشر جداً في أجزاء أخرى من العالم، وخاصة في آسيا. تم إظهار الرابط القوي بين الرؤية والتلوث عندما استطاع الناس في أجزاء من شمال الهند رؤية جبال الهيمالايا لأول مرة منذ جيل، عندما انخفضت مستويات تلوث الهواء بسبب الإغلاق وانخفاض الانبعاثات الناجمة عن أزمة كوفيد-19. 

لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

  1. ما هو المطر الحمضي؟ وكالة حماية البيئة الأمريكية (USEPA) 
  1. معلومات أساسية حول الرؤية، وكالة حماية البيئة الأمريكية (USEPA) 
  1. الأمطار الحمضية والمياه، هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) 

11. كيف أعرف مستوى مشكلة التلوث في مجتمعي؟

أنشأت العديد من المدن شبكات مراقبة تقيس باستمرار ملوثات الهواء كجزء من أنظمة إدارة نوعية الهواء الخاصة بها. يقوم الكثيرون بالإبلاغ بانتظام عن مؤشر نوعية الهواء (AQI) المصمم لأغراض المعلومات العامة الذي يسهل تفسيره، وغالباً ما يكون مرمزاً بالألوان، للتحذير من مستويات تلوث الهواء الخطيرة. يمكن الوصول إلى المعلومات من خلال مواقع الويب والصحف والتطبيقات. تحدد البلدان مؤشراتها الخاصة بناءً على معايير نوعية الهواء الخاصة بها. لذلك، لا يمكن مقارنة هذه المؤشرات بين البلدان. هناك أيضاً مجموعة واسعة من مؤشرات نوعية الهواء المتاحة عالمياً، والتي لا يمكن مقارنتها بسهولة

 توافر مراقبة نوعية الهواء أمرٌ غير متكافئ على الصعيدين العالمي والإقليمي. وذلك لأن الشاشات عالية الجودة باهظة الثمن، وكذلك تكلفة تدريب الأشخاص على تشغيل شبكات المراقبة وصيانتها. حتى في الأماكن ذات المراقبة الجيدة، هناك تناقضات. على سبيل المثال، في بعض أجزاء من أوروباوهناك شبكات مراقبة كثيفة للغاية، بينما في الأجزاء الأخرى تكون الشبكات أقل كثافة. لا توجد مراقبة رسمية لتلوث الهواء في العديد من البلدان النامية في جميع أنحاء العالم. 

 يعد الاستثمار في مراقبة نوعية الهواء أمراً مهماً للغاية لأنه كلما كانت الشبكات أكبر، زادت المعلومات التي يمكننا الحصول عليها بخصوص مدينة أو منطقة أو دولة. يمكن أن تكون هذه المعلومات لا تقدر بثمن لمساعدة الناس على فهم مستويات تلوث الهواء في المكان الذي يعيشون فيه واتخاذ إجراءات لتقليل تعرضهم. من المهم أيضاً أن تكون الحكومات قادرة على اتخاذ قرارات تخطيط قصيرة وطويلة الأجل للحد من تلوث الهواء. وفقاً لأول تقييم عالمي لتشريعات نوعية الهواء، أعده برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن 37% من البلدان لا تشترط حالياً وجود آليات مراقبة في أنظمة إدارة نوعية الهواء الوطنية لديها. 

في العديد من الأماكن، تقوم الشركات الخاصة بتطوير أجهزة مراقبة نوعية الهواء منخفضة التكلفة يمكن للأشخاص تركيبها في منازلهم. أدى ذلك إلى قيام شبكات من العلماء المواطنين الذين يبلغون عن نوعية الهواء، وقواعد بيانات نوعية الهواء عبر الإنترنت مسؤول عنها المواطنون. على الرغم من نمو مجموعات البيانات هذه، يجب استخدام البيانات بحذر لاتخاذ القرارات الفردية والعامة. 

يقوم عدد من المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والشركات الخاصة أيضاً بجمع معلومات عن نوعية الهواء والإبلاغ عنها، وتستند في أغلبها إلى مجموعة من بيانات المراقبة والأقمار الصناعية. في حالة عدم توفر المعلومات المحلية، يمكن أن تكون هذه موارد مفيدة لفهم مشكلة تلوث الهواء في مدينتك أو بلدك. على سبيل المثال، ملف قاعدة بيانات منظمة الصحة العالمية حول جودة الهواء يجمع بيانات عن القياسات الأرضية لملوثات الهواء من أكثر من 600 مستوطنة بشرية في أكثر من 100 دولة. يتم تحديث قاعدة البيانات كل 2-3 سنوات، وتم تحديثها آخر مرة في أبريل 2022. 

لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

  1. خريطة نوعية الهواء التي أعدها برنامج الأمم المتحدة للبيئة - نوعية الهواء. 
  1. OpenAQ 
  1. قاعدة بيانات منظمة الصحة العالمية لتلوث الهواء المحيط الحضري (منظمة الصحة العالمية)  
  1. BreatheLife - حملة عالمية من أجل هواء نقي 
  1. الموقع الإلكتروني لحالة الهواء العالمية 
  1. موقع Breath London (تنفس الحياة) الإلكتروني 
  1. تحديث أجهزة الاستشعار منخفضة التكلفة التابعة للمنظمة (WMO) 

12. هل تم حل تلوث الهواء في أي مكان؟

لم يتم حل تلوث الهواء في أي منطقة، ولكن كان هناك انخفاض ملحوظ في الانبعاثات وتركيزات الملوثات في العديد من البلدان الأوروبية، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واليابان، حيث تم وضع سياسات وأنظمة قوية وأنظمة مراقبة منتظمة. 

من أشهر الأمثلة على ذلك لندن، التي كانت تعاني من أسوأ مستويات التلوث، في وقت أبكر من المدن الأخرى، وربما بلغت ذروتها في عام 1900. منذ ذلك الحين، تحسنت نوعية الهواء في المملكة المتحدة بشكل ملحوظ. انخفضت مستويات تلوث الهواء الجزيئي بأكثر من 97% بين عامي 1900 و 2016. كما أظهرت مدن ومناطق أخرى انخفاضاً كبيراً نتج عن سياسات مماثلة. لكن ذلك لا يعني أنه تم حل مشكلة تلوث الهواء. في لندن - لا يزال مستوى الجسيمات 2,5 ميكرومتر أعلى من معيار نوعية الهواء لمنظمة الصحة العالمية. 

مكسيكو سيتي هي مثال آخر على كيفية خفض المدن لتلوث الهواء بشكل كبير. كانت المدينة تعاني من مشكلة تلوث خطيرة جداً بالأوزون في الثمانينيات. من الذروة في عام 1989، انخفضت مستويات الأوزون بمقدار الثلثين بحلول عام 2015، غير أنها ما زالت مرتفعة بما يكفي للتسبب في آثار صحية كبيرة، وفي كل الحالات حدث انخفاض كبير. 

بكين، التي اشتهرت ذات يوم بمشكلة تلوث الهواء، اتخذت في السنوات العشرين الماضية خطوات أكثر صرامة للحد من تلوث الهواء، وتحسنت نوعية الهواء بشكل كبير. وكذلك، في عام 1992، صُنّفت مدينة مكسيكو سيتي على أنها المدينة الأكثر تلوثاً في العالم، ولكن في عام 1995 أطلقت الحكومة برنامجاً مكثفاً اسمه ProAire ، واتخذت تدابير ملموسة لزيادة الوعي العام وتحقيق التنمية المستدامة في ثمانية مجالات منها الحد من استهلاك الطاقة، وطاقة أنظف وأكثر كفاءة، وتعزيز النقل العام. انخفض تلوث الهواء في مكسيكو سيتي بنسبة تُقارب من 60% منذ تطبيق ProAire. 

هذه الانخفاضات تظهر أن تلوث الهواء مشكلة نعرف كيفية حلها، وهناك سياسات وتقنيات لازمة لتحقيق هواء أنظف. في العديد من البلدان، حدث تحسن في نوعية الهواء بينما زادت ثروات البلدان. وهذا يعني أنه على عكس الماضي، حيث كان تلوث الهواء يعتبر تكلفة لا مفر منها للنمو الاقتصادي، فإن الحد من تلوث الهواء لا يؤثر على النمو الاقتصادي. إنه منفصل فعلياً عن تكوين الثروة. 

 لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

  1. تاريخ نجاح قانون الهواء النقي في الولايات المتحدة في الحد من تلوث الهواء من قطاع النقل 
  1. مقالة: تقدم تحسينات نوعية الهواء في بكين نموذجاً للمدن الأخرى (برنامج الأمم المتحدة للبيئة) 
  1. جودة الهواء: شرح تلوث الهواء - لمحة سريعة، وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية في المملكة المتحدة (Defra) 

آثار تلوث الهواء (منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي)

13. ما هي الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الحكومات لتحسين نوعية الهواء؟

الحكومات مسؤولة عن توفير الهواء النقي لمواطنيها. هناك خيارات متعددة للحكومات الوطنية والمحلية لتحسين نوعية الهواء. تلوث الهواء مشكلة نعرف كيف نحلها. 

يؤثر تلوث الهواء على الجميع وتتنوع مصادره وحلوله. تتطلب إجراءات الحد من تلوث الهواء التعاون بين مختلف القطاعات وأصحاب المصلحة، ومستويات مختلفة من الحكومة، وبين الحكومات والمناطق. ومع ذلك، ستختلف استراتيجيات الهواء النقي في النهج وفقاً لسياق كل بلد ومدينة، فضلاً عن قدرتها على تطوير وتنفيذ تدابير التحكم. لا توجد وصفة سياسة موحدة لنوعية الهواء تنطبق على جميع المدن والبلدان والمناطق؛ مثل هذا النهج لن يكون ممكناً ولا مرغوباً فيه لمشكلة شديدة التنوع في الظروف المحلية. 

يجب أن تستثمر الحكومات في القدرة على قياس تلوث الهواء ورصده من خلال إنشاء شبكات مراقبة؛ والتأكد من أن هذه الشبكات يتم تشغيلها وصيانتها بشكل صحيح، وأن تخضع هذه الشبكات لإجراءات تضمن جودة قياسات نوعية الهواء وموثوقيتها. 

تتمثل الخطوة الأولى نحو الإدارة المسؤولة لتلوث الهواء في التأكد من وجود القوانين واللوائح والسياسات وآليات الإنفاذ اللازمة ودعمها بشكل كافٍ. يجب على الحكومات التأكد من أن المؤسسات المتخصصة لديها القدرة الكافية لرصد انبعاثات تلوث الهواء وتقييمها. سيضمن ذلك أن يعرف صانعو القرار من أين يأتي تلوث الهواء، وحجم مصادر الانبعاثات المختلفة، ومستويات تلوث الهواء في أجزاء مختلفة من بلدهم، والتأثيرات على الصحة، وما هي الإجراءات عالية التأثير التي يمكن اتخاذها للحد من مستويات التلوث وتقليل الضرر الناجم. 

إذا كانت القدرة على القيام بمثل هذه الأنشطة محدودة أو لا تتوفر البيانات المحلية، فإن هناك موارد متاحة لمساعدة البلدان على فهم مشكلة تلوث الهواء لديها وتحديد الإجراءات ذات الأولوية التي يمكن اتخاذها. وتشمل هذه مصادر الانبعاثات، المقدرة بواسطة البرامج العالمية (على سبيل المثال تقديرات الانبعاثات وفق قاعدة بيانات الانبعاثات لأبحاث الغلاف الجوي العالمية (EDGAR))، أو التركيزات والتأثيرات الصحية (من منظمة الصحة العالمية ومعهد القياسات الصحية والتقييم (IHME) وحالة الهواء العالمية وتقديرات الأقمار الصناعية والنمذجة العالمية، مع تصحيح على الأرض من محطات المراقبة. مجموعات البيانات هذه لها حدودها ومواطن عدم يقين، ويجب استخدامها في الحالات التي لا تتوفر فيها البيانات المحلية، أو عندما تكون هناك قدرة مراقبة محدودة. 

من المهم أن تفهم الحكومات الفوائد والتكاليف المرتبطة بالإجراءات أو التدخلات البديلة لتحسين نوعية الهواء؛ وترتيب أولويات الإجراءات. معظم تدابير الحد من تلوث الهواء لها فوائد صحية واجتماعية تفوق بكثير تكاليف التنفيذ. 

إن تعزيز المؤسسات والحوكمة، وتشجيع التغيير السلوكي، وغرس ثقافة مؤيدة للهواء النقي، وزيادة القدرة في جميع القطاعات على المشاركة الفعالة والمساهمة في الحلول، والإرادة السياسية، وزيادة التمويل، هي أيضاً عناصر نجاح رئيسية. 

لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

  1. التقرير العالمي "الإجراءات المتعلقة بنوعية الهواء، (برنامج الأمم المتحدة للبيئة) 
  1. تقرير: حلول تلوث الهواء في مدن البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل (الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية) 
  1. تقرير: إصدار التزامات حقوق الإنسان المتعلقة بالتمتع ببيئة آمنة ونظيفة وصحية ومستدامة (الأمم المتحدة) 
  1. دليل تلوث الهواء في لندن: نظرة عامة (هواء لندن) 
  1. استكشف البيانات: تلوث الهواء والصحة (حالة الهواء العالمية) 
  1. تنظيم نوعية الهواء: التقييم العالمي لتشريعات تلوث الهواء (برنامج الأمم المتحدة للبيئة) 
  1. خطط التنفيذ الوطنية لاتفاقية ستوكهولم 

21. هل هناك صلة بين نوعية الهواء السيئة والنتائج الصحية السيئة لفيروس كوفيد -19؟

يحقق المجتمع الصحي والعلمي في الروابط المحتملة بين التعرض لنوعية الهواء الرديئة وقابلية التأثر بكوفيد-19. من المعروف أن تلوث الهواء له آثار ضارة على الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، فضلاً عن التأثيرات على الأمراض الأخرى التي ثبت أنها تزيد من خطر الإصابة بكوفيد-19. من الأهمية بمكان النظر في تحسين نوعية الهواء باعتبارها إجراءاً إضافياً يساعد في تقليل العبء الواقع على صحة الناس، وكذلك أنظمة الرعاية الصحية. من المرجح أن يزيد التعرض الطويل الأمد لتلوث الهواء الخارجي (الأوزون والجسيمات وثاني أكسيد الكبريت) من خطر الإصابة بعدوى كوفيد-19 وشدتها. 

مع تحسن فهمنا لهذه الروابط، أصبح من المهم للغاية الالتزام بالطاقة المستدامة على المدى الطويل والسياسات البيئية وتنفيذ المعايير. على الرغم من التحدي الحاد الذي يمثله هذا الجائحة العالمي، لا يمكننا السماح له بالمساس بجهودنا للتصدي للتحديات العالمية التي لا مفر منها والمترابطة والمستمرة المتعلقة بتغير المناخ، وسوء نوعية الهواء، والتنمية غير المستدامة، وفقدان التنوع البيولوجي. 

لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

  1. تلوث الهواء وكوفيد-19 
  1. التقرير الأول لفريق مهام كوفيد-19 التابع للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO): مراجعة عوامل الأرصاد الجوية ونوعية الهواء التي تؤثر على جائحة كوفيد-19 

نشرة جودة الهواء والمناخ الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) - العدد 1، سبتمبر 2021

14. ما أهمية التعاون الإقليمي لإدارة تلوث الهواء؟

حين تنتقل بعض ملوثات الهواء لمسافات طويلة وعبر الحدود، ومن المهم اتباع نهج متعدد الجنسيات/عابر للأقاليم من أجل إدارة تلوث الهواء عبر الحدود. يسهل التعاون الدولي تبادل المعرفة بالخبرات والممارسات الجيدة، ويؤمّن الوضع والموارد اللازمة لمعالجة أزمة تلوث الهواء، على نطاق يتوافق مع حجم المشكلة. 

من الأمثلة الجيدة على الإنجازات الإيجابية للنهج الحكومي الدولي متعدد الجنسيات للحد من تلوث الهواء اتفاقية لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا بشأن التلوث الجوي بعيد المدى عبر الحدود والذي كان أول نهج منسق بين البلدان لمعالجة مشاكل تلوث الهواء المشتركة والعامة. كما بدأ التعاون العلمي في آسيا، وكانت شبكة مراقبة الترسّب الحمضي في شرق آسيا (EANET) تبني القدرات والتعاون في مجال المراقبة عبر شرق وجنوب شرق آسيا. تعزّز شراكة منطقة آسيا والمحيط الهادئ من أجل الهواء النظيف تبادل المعرفة بخصوص حلول معالجة تلوث الهواء في المنطقة. تم إعداد اتفاقية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بشأن التلوث بالضباب العابر للحدود للحد من تلوث الهواء الناجم عن حرائق الغابات في جنوب شرق آسيا.اعتمد وزراء البيئة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي خطة عمل إقليمية بشأن نوعية الهواء في عام 2014 وتم تحديثها في عام 2022، وهي تدعم جهود البلدان لتنفيذ شبكات مراقبة نوعية الهواء منخفضة التكلفة، فضلاً عن السياسات والاستراتيجيات للسيطرة على تلوث الهواء، وتستكشف أوجه التآزر مع أجندة الحفاظ على الطاقة وتغير المناخ. 

مثال آخر هو خطة الرصد العالمية للملوثات العضوية الثابتة. هذا عنصر مهم في تقييم فعالية اتفاقية إستكهولم ويوفر إطاراً تنظيمياً منسقاً لجمع بيانات الرصد القابلة للمقارنة بشأن وجود الملوثات العضوية الثابتة من جميع المناطق، من أجل تحديد التغييرات في تركيزاتها بمرور الوقت، وكذلك بيانات بخصوص النقل البيئي الإقليمي والعالمي. تدعم نتائج الرصد اتخاذ الأطراف في اتفاقية إستكهولم قرارات مستنيرة في تحديد مصادر إطلاقات الملوثات العضوية الثابتة غير المقصودة وتوصيفها وتقديرها كمياً وترتيبها حسب الأولوية، ووضع استراتيجيات ذات تدابير ملموسة وجداول زمنية وأهداف لتقليل هذه الإطلاقات أو القضاء عليها. 

Text</p>
<p>Description automatically generated 

لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

  1. اتفاقية التلوث الجوي بعيد المدى عبر الحدود (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا) 
  1. مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة البشرية (NU) 

15. ما هو دور مراقبة نوعية الهواء في إدارة نوعية الهواء؟

هناك العديد من التحديات التي تواجهها البلدان عند معالجة نوعية الهواء. يمكن أن تشكل تكلفة معدات المراقبة المعتمدة، بالإضافة إلى المعايرة والصيانة المنتظمة، عبئاً ثقيلاً على العديد من السلطات المحلية والحكومات الوطنية. من المهم ملاحظة أن تكلفة مراقبة نوعية الهواء أقل بكثير من تكلفة الحد من تلوث الهواء، فالأولى هي استثمار عام، والثاني هو استثمار خاص. لذلك من المنطقي أن تحدد الحكومات الوطنية والمدن في البلدان النامية الأولويات، وأن تستثمر في إنشاء شبكات مراقبة نوعية الهواء على مستوى الأرض وتشغيلها وصيانتها، لتوليد بيانات موثوقة حول نوعية الهواء. 

لا يوجد لدى العديد من البلدان شبكات مراقبة تديرها الحكومة باستخدام معدات قياسية تنظيمية على الإطلاق. في البلدان ذات الموارد المحدودة، غالباً ما تقع مواقع المراقبة في أكبر مدنها وأكثرها اكتظاظاً بالسكان. لا تستطيع العديد من المدن في البلدان النامية سوى امتلاك موقع مراقبة واحد، أو القليل منها على الأكثر. وذلك أمرٌ يحتاج للمعالجة. 

لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

  1. مراقبة نوعية الهواء (برنامج الأمم المتحدة للبيئة) 
  1. تحسينات نوعية الهواء في بكين نموذج للمدن الأخرى (التحالف المعني بالمناخ والهواء النقي(CCAC)) 
  1. البرنامج الأوروبي للرصد والتقييم (EMEP) 

16. ما هي الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الشركات والصناعة للحد من تلوث الهواء؟

تلعب الشركات والصناعة دوراً رئيسيًا في الحد من تلوث الهواء، نظراً لأن العديد من أنشطتها هي مصادر لأنواع مختلفة من ملوثات الهواء. يمكن للقطاع الخاص أن يساهم في الحد من تلوث الهواء في عملياته المختلفة وسلاسل التوريد عبر مختلف القطاعات. وتتراوح مصادر التلوث لدى القطاع الخاص من حرق الوقود إلى سيارات التوزيع والتوصيل. نظراً لأن تلوث الهواء يساهم أيضاً في تغير المناخ، يمكن للشركات التي تتعهد بالحد من انبعاثات تلوث الهواء أن تقلل في الوقت نفسه من انبعاثات الكربون. يمكن لهذا الفوز المزدوج، المتمثل في الحد من تلوث الهواء وانبعاثات الكربون، أن يكون محركاً لإيجاد حلول مبتكرة من هذا القطاع. كانت هذه الحلول في الماضي تقنية في الغالب (مثل التحول من تقنية إلى أخرى)، ولكن قد تحتاج بعض أقسام القطاع الخاص إلى تجاوز تلك الحلول التكنولوجية. هناك العديد من الإجراءات التي يمكن للقطاع الخاص اتخاذها للحد من تلوث الهواء: 

  1. إضافة نوعية الهواء إلى أنشطة المسؤولية الاجتماعية للشركة والتعهد بتقديم التقارير والمراقبة المنتظمة. 
  2. تحديد كمية انبعاثات تلوث الهواء وغازات الدفيئة المنبعثة من منشآت منفصلة وعمليات التصنيع وسلاسل التوريد، وقياسها والإبلاغ عنها
  3. وضع برامج للحد من تلوث الهواء، مخصصة لكل قطاع بما في ذلك تنفيذ أفضل التقنيات المتاحة وأفضل الممارسات البيئية واعتماد تدابير لتحسين كفاءة استخدام الطاقة
  4. تعزيز حملات التوعية للإبلاغ بشفافية عن مستويات الانبعاثات الناجمة عن عملياتهم وشرح ما سيفعلونه للحد من تلك الانبعاثات

Text</p>
<p>Description automatically generated 

يُقدّم أحد الأمثلة على كيفية عمل صناعة كبيرة للحد من تلوث الهواء في هذا التقرير: "إرشادات تعدين البوكسيت المستدام" الذي أعدّه المعهد الدولي للألمنيوم (IAI)، ويتضمن نوعية الهواء. 

 لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

  1. خمس خطوات يمكن للشركات اتخاذها لحماية نوعية الهواء بعد كوفيد-19 (المنتدى الاقتصادي العالمي) 
  1. معالجة تلوث الهواء: دور القطاع الخاص، صندوق الدفاع عن البيئة (EDF) 

17. ما الذي يمكنني فعله لتحسين جودة الهواء في مجتمعي؟

معظم مصادر تلوث الهواء هيكلية ومدمجة في العمليات الاقتصادية التي يقوم عليها المجتمع الحديث. حتى في البلدان والمجتمعات التي لديها سياسات قوية لمكافحة تلوث الهواء، قد لا يتمكن الأفراد دائماً من الوصول إلى التقنيات أو على سبيل المثال، خيارات النقل للتأثير بشكل فعال على تلوث الهواء بأنفسهم. يتطلب ذلك جهداً جماعياً. 

أهم شيء يمكن أن يفعله الناس هو التعرف على مستويات تلوث الهواء في المكان الذي يعيشون فيه وكيف يؤثر ذلك عليهم، والضغط على السياسيين والقادة وصناع القرار لتقليل تلوث الهواء في مدينتهم/منطقتهم/بلدهم. 

بعض الأشياء التي يمكن للأفراد القيام بها لتقليل مساهمتهم الشخصية في تلوث الهواء هي: 

  •  اختيار وسائط نقل نظيفة عندما تكون متاحة (مثل النقل العام أو ركوب الدراجات أو المشي بدلاً من السيارات الخاصة أو الدراجات النارية)؛ 
  •  إذا كنت تفكر في شراء سيارة، فانظر إلى اقتصاد الوقود،وانبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين، و تحقق من انبعاثات العالم الحقيقي لتلك السيارة. إن شراء سيارة هجينة أو كهربائية أو سيارات ذات قدرة محرك أصغر سيساعد أيضاً في تقليل انبعاثاتك؛  
  • استخدم وقوداً نظيفاً (منخفض الكبريت ومنخفض الكبريت جداً) جنباً إلى جنب مع تقنيات التحكم في انبعاثات المركبات المتقدمة المحددة أعلاه 
  • إذا كان لديك سيارة، فتأكد من صيانتها بانتظام لتقليل مساهمتها في تلوث الهواء؛ 
  • استخدام وقود الطبخ والإضاءة والتدفئة النظيف وتقنيات الطبخ والإضاءة والتدفئة النظيفة؛ 
  • استخدام مصادر الطاقة المتجددة حيثما أمكن ذلك؛ 
  • وقف حرق النفايات المنزلية والزراعية؛ 
  • القضاء على استخدام الموقد ومواقد الخشب؛ 
  • مراقبة الطلب على الطاقة والنفايات في المنزل وتركيب الأجهزة الموفرة للطاقة والمصابيح الكهربائية والعزل والنوافذ المقاومة لتسرب الهواء؛ 
  • دعم السياسات والحوافز الاقتصادية واللوائح التي تزيد من الوصول إلى الإجراءات/الخيارات المذكورة أعلاه. 

لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

  1. كيف يمكنني حماية نفسي من تلوث الهواء؟ (مؤسسة الرئة البريطانية (British Lung Foundation)) 
  1. الإجراءات التي يمكنك اتخاذها لتقليل تلوث الهواء (وكالة حماية البيئة الأمريكية) 
  1. 10 طرق لمكافحة تلوث الهواء (منظمة الصحة العالمية) 
  1. تقرير: تنفس الهواء النقي - عشرة حلول قابلة للتطوير للمدن الهندية 

18. كيف يرتبط تلوث الهواء وتغير المناخ؟

يرتبط تلوث الهواء وتغير المناخ ارتباطاً وثيقاً. جميع ملوثات الهواء الرئيسية لها تأثير على المناخ، وتشترك معظمها في مصادر مشتركة مع غازات الدفيئة (GHGs)، خاصة فيما يتعلق باحتراق الوقود الأحفوري. كما أنها تؤدي إلى تفاقم بعضها البعض بطرق متعددة. على سبيل المثال، تساهم غازات الدفيئة، مثل الميثان، في تكوين طبقة الأوزون على مستوى الأرض، وتزداد مستويات الأوزون على مستوى الأرض مع ارتفاع درجات الحرارة. يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة تواتر حرائق الغابات، مما يؤدي بدوره إلى زيادة مستويات تلوث الهواء بالجسيمات. 

مجموعة من الملوثات تسمى ملوثات المناخ قصيرة العمر(SLCPs) والتي تشمل الكربون الأسود والأوزون الميثان ومركبات الكربون الهيدروفلورية (HFCs)، هي عوامل مؤثرة قوية للمناخ، ويُعتبر الأوزون والكربون الأسود ملوثات هواء خطيرة. على سبيل المثال، تؤثر تدابير الحد من الكربون الأسود على تغير المناخ الإقليمي وتقلل من معدل الاحترار العالمي على المدى القريب. كما أنها تقلل بشكل كبير من الانبعاثات التي تؤدي إلى جسيمات 2,5 ميكرومتر، بما يعود بالفائدة على صحة الإنسان. 

الميثان هو أحد غازات الدفيئة القوية التي تشكل طبقة الأوزون في الغلاف الجوي. يعد تقليل غاز الميثان أحد أكثر الاستراتيجيات فعالية من حيث التكلفة لتقليل معدل الاحترار بسرعة مع حماية صحة الإنسان وغلات المحاصيل في نفس الوقت. وبالتالي، فإن الإجراءات المتكاملة، مثل تلك التي تستهدف ملوثات المناخ قصيرة العمر، يمكن أن توفر سيناريوهات ثلاثية المكاسب، من خلال تحقيق فوائد متعددة في العالم الحقيقي لصحة الإنسان والزراعة والمناخ. 

توفر الروابط المتبادلة بين تلوث الهواء وتغير المناخ فرصة لتعظيم فوائد أفعالنا وتحفيز طموح أكبر للتخفيف. في الوقت نفسه، ليست كل استراتيجيات الحد من تلوث الهواء مفيدة للمناخ والعكس صحيح. يجب أن تشمل الاستراتيجيات المربحة للجانبين لتقليل الاحترار بسرعة إجراءات للحد من جميع ملوثات الهواء وغازات الدفيئة التي تساهم في تأثيرات المناخ على المدى القريب والبعيد. وسيضع هذا العالم على مسار يزيد من الفوائد إلى أقصى حد، ويقلل من مخاطر فشل السياسات، ويحقق أولويات التنمية الوطنية. 

 

Text, letter</p>
<p>Description automatically generated 

 لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

  1. الأسئلة الشائعة 2.6: ما هي الروابط بين الحد من تغير المناخ وتحسين نوعية الهواء؟ 
  1. ما هي ملوثات المناخ قصيرة العمر؟ تحالف المناخ والهواء النقي (CCAC) 
  1. نظرة عامة على تلوث الهواء وتأثيراته (منظمة الصحة العالمية) 

19. كيف يرتبط تلوث الهواء بالتنمية المستدامة؟

يشكل تلوث الهواء تهديداً للتنمية المستدامة، إذ أنه يؤثر في الوقت نفسه على مختلف المعايير الاجتماعية والبيئية والاقتصادية المرتبطة بالتنمية البشرية العادلة، مثل الصحة الجيدة والأمن الغذائي والمساواة بين الجنسين واستقرار المناخ والحد من الفقر. 

 يرتبط التقدم المحرز في العديد من أهداف التنمية المستدامة بنوعية الهواء، مثل هدف التنمية المستدامة 9.3 (الصحة الجيدة والرفاه)، هدف التنمية المستدامة2.1.7 الحصول على الطاقة النظيفة للطهي، هدف التنمية المستدامة 2.6.11 نوعية الهواء في المدن، هدف التنمية المستدامة 2.11 الوصول إلى النقل المستدام، هدف التنمية المستدامة 13 (العمل المناخي). 

يذهب تلوث الهواء أيضاً إلى صميم العدالة الاجتماعية وعدم المساواة العالمية. بحسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن 97 في المائة من المدن في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، التي يزيد عدد سكانها عن 100.000 نسمة، لا تفي بإرشادات نوعية الهواء. وتنخفض هذه النسبة المئوية إلى 49 في البلدان ذات الدخل المرتفع. 

لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

  1. نظرة عامة على تلوث الهواء وتأثيراته (منظمة الصحة العالمية) 
  1. ملوثات المناخ قصيرة العمر وتأثيرها على الصحة والمناخ والزراعة (CCAC) 
  1. أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (الأمم المتحدة) 

21. هل الهواء النقي حق من حقوق الإنسان؟

يُعترف في 155 دولة على الأقل بالتمتع بالبيئة الصحية باعتبارها حقاً دستورياً. الالتزامات المتعلقة بالهواء النقي متضمنة في عدد من الصكوك الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. 

في عام 2019، وفي الدورة الأربعين لمجلس حقوق الإنسان، تم تسليط الضوء على الحق في استنشاق هواء نقي في تقرير أعده المقرر الخاص لحقوق الإنسان والبيئة.يسلط التقرير الضوء على الخطوات السبع التي يجب على الدول تنفيذها، للوفاء بالحق في تنفس هواء نقي. 

في أكتوبر 2021، في الدورة الثامنة والأربعين لجلسة مجلس حقوق الإنسان، اعتُمِد قرار تاريخي أقر لأول مرة بأن التمتع ببيئة نظيفة وصحية ومستدامة هو حق من حقوق الإنسان. 

لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

  1. يعقد مجلس حقوق الإنسان حواراً تفاعلياً متفاوتاً حول البيئة والسكن اللائق (مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة) 
  1. الهواء النقي كحق من حقوق الإنسان (برنامج الأمم المتحدة للبيئة) 
  1. الهواء النقي هو حق من حقوق الإنسان - المقرر الخاص للأمم المتحدة 
  1. تقرير الدورة الأربعين لمجلس حقوق الإنسان: مسألة التزامات حقوق الإنسان المتعلقة بالتمتع ببيئة آمنة ونظيفة وصحية ومستدامة (A/HRC/40/55) 
  1. قرار تاريخي للأمم المتحدة يؤكد أن البيئة الصحية هي حق من حقوق الإنسان 

21. كيف تساهم حرائق الغابات في تلوث الهواء؟

يُعد الدخان الناجم عن حرائق الغابات، فضلاً عن حرائق الأماكن الطبيعية الأخرى، والتي تُستخدم في تطهير الأراضي والزراعة، مساهماً رئيسيًا في تلوث الهواء، حيث تساهم في إنتاج ما يقرب من 4% من الجسيمات الدقيقة 2,5 ميكرومتر، ولكنها مسؤولة عن نسبة 10-60% في العديد من دول العالم. يمكن أن تؤدي أحداث دخان الحرائق الشديدة بسهولة إلى مستويات عالية جداً من تلوث الهواء على مدار فترة تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين، وهي أعلى المستويات التي تمت ملاحظتها طوال السنة في المواقع المتضررة. ومن الأمثلة البارزة حرائق الغابات الأسترالية، وإزالة الأراضي، وحرائق الخث في إندونيسيا، فضلاً عن حرائق الغابات في كندا وروسيا وغرب الولايات المتحدة. تسببت حرائق الغابات الأسترالية في عامي 2019 و 2020 في حرق أكثر من 12 مليون هكتار من الأراضي، وعرّضت أكثر من 10 ملايين شخص لمستويات خطيرة من جسيمات 2,5 ميكرومتر، وأدت مباشرة إلى فقدان 34 شخصاً حياتهم، وتدمير 3500 منزل، وخسارة كبيرة للحياة البرية والموائل. من الواضح أن دخان حرائق الغابات يؤدي إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي الموجودة مسبقاً، مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، مع ظهور أدلة على التأثيرات على أمراض القلب والأوعية الدموية، وزيادة المضاعفات لمرضى السكري من النوع 2، وكذلك العلاقة بين التعرض للدخان في الرحم وانخفاض وزن المواليد.لم يُعرف بعد ما إذا كانت نوبات الدخان المنفصلة التي تحدث عاماً بعد عام لها تأثيرات تراكمية، على الرغم من أن الأدلة من تلوث الهواء بشكل عام تشير إلى احتمال حدوث ذلك أيضاً. من منظور التأثيرات الإجمالية على مستوى السكان، قدر تحليل أجري في عام 2012 أن الدخان الناتج عن حرائق الأماكن الطبيعية يتسبب في حوالي 10 ٪ من الوفيات السنوية المقدرة التي تُعزى إلى تلوث الهواء بالجسيمات 

نظراً لأن أحداث دخان حرائق الغابات ستزداد مع مناخ أكثر دفئاً، ونظراً لأن هذه الأحداث بطبيعتها تجعل من الصعب التحكم بالتلوث في مصدره، مقارنة بمصادر تلوث الهواء الشائعة الأخرى، فهناك حاجة إلى استراتيجيات التكيف. يجب أن تخطط المجتمعات في المناطق المعرضة للحرائق الهائلة لملاجئ الهواء النقي، بينما يمكن للأفراد، وخاصة الأكثر عرضة للإصابة، استخدام مرشّحات هواء عالي كفاءة الجسيمات (HEPA)، والتأكد من حصولهم على الأدوية الكافية التي تكفي موسم حرائق الغابات المطول. 

لمزيد من المعلومات، انظر هنا: 

  1. دخان حرائق الغابات: دليل مسؤولي الصحة العامة  
  1. مراجعة نقدية للتأثيرات الصحية للتعرض لدخان الحرائق  
  1. قطاع المصدر ومساهمات الوقود في إنتاج جسيمات 2,5 ميكرومتر في الجو، والوفيات المنسوبة عبر النطاقات المكانية المتعددة  
  1. فيديو المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: حرق الكتلة الحيوية 2019 في رسوم متحركة 
  1. نظام التحذير من حرائق الغطاء النباتي والتلوث الدخاني التابع للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (VFSP-WAS) 
  1. تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بخصوص الهباء الجوي، من صحيفة وقائع المناخ